تبدأ «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) اليوم بتوزيع أول مساعدة مالية على أبناء اللاجئين منذ بدء العام الدراسي قبل أقل من شهر، في وقت ستصرف الحكومة المقالة نصف راتب لموظفيها عن الشهر الجاري. وستوزع «أونروا» أكثر من خمسة ملايين دولار على 200 ألف تلميذ يدرسون في مدارسها من أبناء اللاجئين في قطاع غزة، من دون استثناء أو تمييز بين غني وفقير. وقال الناطق باسم الوكالة عدنان أبو حسنة إن «اونروا» قررت توزيع مبلغ 20 مليون شيكل (5.26 مليون دولار) على مئتي ألف طالب وطالبة في مدارسها اعتباراً من اليوم. وأضاف في تصريح إلى وسائل الاعلام أن «القرار اتخذ في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، استمراراً للنهج الذي اعتادت عليه المنظمة الدولية خلال السنوات الماضية للتخفيف عن كاهل الأسر الفلسطينية وتقديم أقصى ما تستطيع من عون لها». وأوضح أن «عمليات أونروا في غزة شهدت تصعيداً كبيراً في تقديم الخدمات خلال الشهور الماضية، إذ تقدم خدماتها الإغاثية الآن لنحو 700 ألف فلسطيني، إضافة إلى رعاية كاملة لأكثر من مليون لاجئ فلسطيني في كل المجالات». وشدد على أنه «على رغم الأزمة المالية التي تمر بها أونروا، فإن المنظمة تولي اهتماماً كبيراً للأوضاع في غزة، نظراً إلى الانهيار الكبير في قطاعات الحياة كافة، والتدمير شبه الكامل للقطاعات الصناعية والزراعية واستمرار الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على القطاع» منذ أكثر من ثلاث سنوات. وذكّر بنداء الاستغاثة الاخير الذي وجهته «أونروا» إلى العالم العربي والإسلامي والمانحين «لتقديم 181 مليون دولار لتمكينها من مواصلة خدماتها الإغاثية الطارئة في قطاع غزة حتى نهاية العام الجاري». وأكد تلقي «إشارات ايجابية من المملكة العربية السعودية، فيما تبرعت الولاياتالمتحدة بمبلغ 81 مليون دولار للنداء الآخير، وهو الأكبر حتى الآن». وأشار إلى أن دولة الإمارات «لبت النداء»، من دون الإشارة إلى المبلغ الذي تبرعت به، لافتاً إلى أن «الكويت كانت تبرعت بعد النداء الموجه في بداية العام الجاري بمبلغ 34 مليون دولار». ولفت إلى ما تنفذه «أونروا» من حملات إغاثية كبيرة في شهر رمضان (إفطارات الصائم والسلات الغذائية) بدعم من الهلال الأحمر الاماراتي والكويت والسعودية. إلى ذلك، أعلنت الحكومة المُقالة في غزة صرف «نصف راتب» عن الشهر الجاري لموظفيها في القطاع اعتباراً من اليوم. وقال وكيل وزارة المال إسماعيل محفوظ أمس إن «صرف الحكومة نصف راتب لكل الموظفين العسكريين والمدنيين جاء لمساعدتهم في تغطية تكاليف عيد الفطر»، مضيفاً أن «النصف الثاني من الراتب سيتم صرفه نهاية الشهر الجاري». ونوه إلى «عدم وجود أي زيادات أو خصومات من رواتب الموظفين»، مشيراً إلى أن «ما يتم تداوله من وجود زيادات (على الراتب) إشاعات لا أساس لها». يُشار الى أن حكومة رام الله تدفع رواتب نحو 70 ألف موظف في القطاع، فيما تدفع حكومة غزة رواتب لنحو نصف هذا العدد، أما «أونروا»، فتقدم مساعدات غذائية دورية لأكثر من 1.1 مليون فلسطيني في القطاع.