حض عدد من المراجع الشيعة العراقيين على التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة واختيار «الأيدي الأمينة، حفظاً لدماء الشعب وأمواله بعدما تعب من المواعيد الفارغة التي تطلقها ألسنة المتسلطين على الحكم». وقال آية الله بشير النجفي(احد المراجع الشيعة الأربعة الكبار)، خلال مؤتمر «المبلغين» السنوي الذي عقد في النجف امس ان «إعداد الشعب للقيام بواجبه هو تمهيد للسلطة الإلهية»، فيما حض المرجع حسين الصدر الدولة على «تشريع قوانين مدنية عامة متوافقة مع الاتفاقات الدولية ولا تخالف الشريعة الإسلامية». وقال النجفي»عليكم (المبلغون) اثارة الشعب ليقول كلمته في الانتخابات البرلمانية المقبلة لتؤول السلطة الى الأيدي الأمينة لتحفظ أموال العراق ودماء العراقيين وأعراض العراقيين وسيادة العراق فقد تعب الشعب من المواعيد الفارغة التي تطلقها ألسنة المتسلطين على الحكم بين الحين والآخر». وأضاف: «علينا توعية الشعب وحضه على المشاركة الفاعلة في الانتخابات فإن العزوف عنها تمهيد لبقاء غير المستحقين في السلطة ولابد أن يأخذ الشعب حقه وتعود الأمور الى نصابها». وزاد: «علينا ان نعلم ان كل من يشارك أو يساهم أو يرضى ببقاء القاصرين والمقصرين في السلطة شريك معهم في ما يفعلون وفي ما يستحقون يوم القيامة». وتابع «احملوا هذه المعاني إلى الشعب من خلال مجالس الإمام الحسين عليه السلام. قولوا للشعب الواقع المرير لنكسب بذلك رضا الله والإمام الحسين عليه السلام. وأن تبقى امامنا كلمته الخالدة: «إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً». وانتقد النجفي عجز الحكومة عن حماية الناس وقال: «لقد بلغ السيل الزبى وقد صُبغت أرض العراق بدماء الأبرياء رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً. والإرهابيون يصولون ويجولون في اطرافه ويخرجون المحكوم عليهم من السجون على مرأى من السلطة. وكأن الجالسين على الكراسي لا شأن لهم. وبرزت بوادر محاربة السلطة الحوزة العلمية في وضع العراقيل في وجه من يؤم العراق». وشدد على ضرورة «اعداد الشعب للقيام بواجبه وهو التمهيد للسلطة الإلهية الموعودة ونحضه على التقدم في العلم والمعرفة». وأعرب عن اسفه لأن «العقول العراقية مغلوب عليها اليوم والمنابع الاقتصادية في العراق منهوبة ومبعثرة في ايدي المقصرين والقاصرين وعلى رغم تعاظم الموازنة التي تجاوزت موازنات الدول في المنطقة فإن الفرد العراقي مفتقر الى لقمة العيش الكريمة»، لافتاً الى ان» البطاقة التموينية تعوضها السلطة ببضعة آلاف من الدنانير وسط هذا الغلاء الفاحش وتدني العملة. والمناهج في المدارس مازالت كما كانت وتوزيع بضع عرصات على الناس لا يحل مشكلة السكن المتفاقمة». ولفت الى ان «العراقي يملك العقل النير والفكر الوقاد مما يؤهله ليكون في مقدم العالم كله فهو كان باباً ومفتاحاً لنشر الفكر الإسلامي في العالم وسيكون كذلك في المستقبل». وقال الشيخ علي الربيعي، مدير مكتب المرجع آية الله محمد إسحاق الفياض، في كلمة نيابة عنه «نوصيكم بمخاطبة الناس بما يفهمون وما يحتاجون اليه لإصلاح دنياهم التي قد يكون بعضها طارداً وقد يقتضي حال بعض المجتمعات ارشادها كما هي الحال في بعض القوانين المخالفة. اننا اشرنا في مناسبات سابقة إلى ضرورة اجتماع الناس بهدوء للمطالبة بالحقوق العامة لتحسين ظروف العيش». واعتبر ان» وظيفة المبلغين والمبلغات اليوم ارشاد الناس وبعض ذلك يكون بالضغط على الحكومة والمسؤولين في شؤون قصرت فيها». وشدد على ان «من الضروري ترغيب الناس في الرجوع الى نفوسهم وإصلاحها في مجاهدة نوازع الشيطان وتطهير القلب من نوازع المعصية وزرع روح التدين والولاء وحب الخير للآخرين». ورداً على سؤال عن مسودة قانون الأحوال الشخصية الجعفري، قال المرجع آية الله حسين إسماعيل الصدر ان «الأفضل أن تكتفي الدولة بتشريع قوانين مدنية عامة متوافقة مع الاتفاقات الدولية ولا تخالف الشريعة الإسلامية، وتدع المسائل الشرعية لأهلها، ليتاح لكل المؤمنين الرجوع إلى من يقلدونهم». واعتبر»الإيمان والتدين والالتزام بالشريعة أمراً شخصياً لا يصح للدولة إرغام المواطنين عليه». وزاد»هذه الطريقة ستخلصنا من التنافس الطائفي وستضمن مصالح أتباع الأديان والمذاهب المختلفة في البلد جميعاً».