دانت إسلام آباد بشدة أمس، غارات الطائرات الأميركية من دون طيّار، وذلك بعد ساعات على شن غارة في منطقة شمال وزيرستان القبلية، أوقعت 3 قتلى و3 جرحى. ونقلت قناة «سماء» الباكستانية عن ناطق باسم الخارجية الباكستانية، قوله إن غارات الطائرات الأميركية من دون طيّار، تنتهك سيادة باكستان ووحدة أراضيها. وحذّر من أن هذه الغارات تؤثر بشكل سلبي على رغبة البلدين المشتركة في السلام. وأشارت قناة «جيو تي في» الباكستانية إلى أن طائرة من دون طيّار استهدفت منزلاً في منطقة ميران شاه في شمال وزيرستان. وأكد مسؤول في مدينة بيشاور وقوع الغارة، مشيراً إلى أنه لم تتحدّد بعد هوية القتلى. يذكر أن طائرات أميركية من دون طيّار تشنّ غارات في المنطقة تستهدف متشدّدين، ولا تزال هذه الغارات تشكل توتراً بين واشنطن وإسلام آباد. وتأتي هذه الغارة بعد أسبوع من زيارة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف للولايات المتحدة، ومطالبته الرئيس الأميركي باراك أوباما بوقف تلك الغارات. وأعلنت وزارة الدفاع الباكستانية الأربعاء، أنه منذ عام 2008، سُجّلت في المناطق القبلية الباكستانية 317 غارة أسفرت عن مقتل 67 مدنياً و2160 مسلحاً. إلى ذلك، أسفر انفجار قنبلة في جنوب وزيرستان الأربعاء، عن مقتل خمسة جنود. وتشكل المناطق القبلية معقلاً لمتمردي «طالبان» المناهضين للسلطات الباكستانية. كذلك، أسفر انفجار قنبلة الأربعاء في سوق مكتظة لتصليح السيارات في كويتا عاصمة ولاية بلوشستان المضطربة (جنوب غرب)، عن سقوط خمسة قتلى على الأقل و17 جريحاً. وقال أزهر شاه المسؤول في الشرطة إن «القنبلة كانت على ما يبدو موضوعة على دراجة». ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم. وتعد بلوشستان ولاية فقيرة ونائية لكنها استراتيجية جداً لموقعها على الحدود مع أفغانستان وإيران، وهي مركز عبور لمختلف أنواع التهريب وخصوصاً الهيرويين المنتج في أفغانستان. وتشهد هذه الولاية التي تتسلل إليها مجموعات مسلحة عدة، بانتظام، أعمال عنف سياسية ومافيوية أو مذهبية مثل الهجمات الدامية الأخيرة التي استهدفت الأقلية الشيعية. ومن المقرر أن يلتقي شريف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في لندن. والتقى كامرون الأربعاء الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، وأجريا محادثات في شأن عملية السلام الأفغانية المتعثرة.