تفوقت أسواق الأسهم العربية على الأسواق الناشئة لجهة الأداء في آب (أغسطس) الماضي لكنها تخلفت عن أسواق الولاياتالمتحدة، وفقاً للتقرير الشهري لشركة «رسملة» الإماراتية. ولفت التقرير إلى ان أرباح الشركات خلال النصف الأول من السنة ما زالت في حاجة إلى التعافي من هبوطها الحاد الذي شهدته في الربع الأخير من عام 2008 نتيجة أزمة المال العالمية، مشيراً إلى ان أرباح الشركات الإماراتية والسعودية في النصف الأول من السنة هبطت نحو 40 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وأبرز التقرير ارتفاع المؤشر الأميركي المرجعي «ستاندرد أند بورز 500» بنسبة 3.4 في المئة في آب، مقارنة بتموز (يوليو)، مع ارتفاع ثقة المستهلكين وأسعار المنازل بنسبة فاقت توقعات الاقتصاديين. وتحققت تلك المكاسب للشهر السادس على التوالي، وهي أطول سلسلة من المكاسب المستمرة منذ كانون الثاني (يناير) 2007. أما متوسط المكاسب التي حققتها مؤشرات أسواق الأسهم العربية خلال الشهر ذاته فبلغت نسبتها 3.2 في المئة. وسجلت «رسملة» ارتفاع المؤشر الإماراتي بنسبة 5.8 في المئة خلال آب بقيادة سهم «إعمار» الذي بلغت نسبة مكاسبه 26.6 في المئة على رغم إعلان الشركة عن خسارة صافية بلغت 1.29 بليون درهم إماراتي (350 مليون دولار) في الربع الثاني من السنة. وانخفض إجمالي أرباح الربع الثاني لأكبر 70 شركة مدرجة في الإمارات بواقع 47 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وشهدت السوق السعودية خلال الشهر ذاته انخفاضاً طاول كل القطاعات بما فيها المصارف والبتروكيماويات والاتصالات والعقارات. واتسم أداء السوق بالضعف على رغم إعلان أكبر 70 شركة من الشركات المدرجة على المؤشر «تداول»، ارتفاعاً مقداره 46 في المئة في إجمالي أرباحها في الربع الثاني من السنة مقارنة بالربع السابق. وما زالت أرباح النصف الأول أقل بنسبة 42 في المئة عما كانت عليه في الفترة ذاتها من العام الماضي. وبلغت مكاسب السوق الكويتية 3.1 في المئة خلال آب، ما يرفع مكاسب السنة حتى تاريخه إلى 1.7 في المئة. وكان المقدار الأكبر من المكاسب من نصيب «أجيليتي» و «زين»، بينما خفضت الوكالة العالمية «موديز» تصنيفها لثلاثة مصارف محلية هي «بنك الكويت الوطني» و «بنك برقان» و «بنك الخليج». وأشارت المؤسسة إلى ان الخطوة تعكس ظروف الائتمان المتراجعة في الكويت والانكشاف المرتفع للمصارف المعنية أمام قطاع العقارات والإنشاءات والقروض المخصصة لشراء الأوراق المالية. وارتفعت الأسهم القطرية ستة في المئة في آب مدفوعة بارتفاع في قطاع المصارف، إذ قادت البنوك القطرية المؤشر ليكسر حاجز المقاومة (سبعة آلاف نقطة) في أوائل الشهر قبل ان يتراجع ليغلق الشهر على 6.707 نقطة. وأعلنت «شركة صناعات قطر» المؤثرة في المؤشر عن دخل صاف مقداره 1.03 بليون ريال قطري (280 مليون دولار) في الربع الثاني من السنة، بانخفاض 10 في المئة عن تقديرات المحللين، إلا ان أسهم الشركة ارتفعت مع ذلك 2.2 في المئة. وشهد إجمالي أرباح الربع الثاني لأكبر 30 شركة مدرجة في سوق الدوحة للأسهم، ارتفاعاً طفيفاً بلغ واحداً في المئة، مقارنة بالربع السابق، وانخفاضاً بنسبة 14 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي. وكانت السوق العُمانية الأفضل أداء بين أسواق دول مجلس التعاون الخليجي إذ بلغت مكاسبها ما نسبته 8.5 في المئة، عززها صعود أسعار النفط. وبلغت مكاسب «بنك مسقط» و «بنك عمان الوطني» 10.1 و9.7 في المئة على التوالي، فيما أعلن «بنك عمان الدولي» عن أرباح مقدارها 5.4 مليون ريال عماني (14 مليون دولار) في الربع الثاني من العام، مقارنة بأرباح بلغت 6.4 مليون ريال عماني في الربع الأول. وكسبت أسهم «عُمان للاتصالات» 5.4 في المئة على رغم انخفاض صافي دخلها خلال الربع الثاني بمقدار ثمانية في المئة. وكانت السوق المصرية الأفضل أداء بين الأسواق العربية خلال آب وحافظت على مكانتها المتصدرة من حيث الأداء منذ مطلع السنة. وبلغت مكاسبها 8.9 في المئة ما رفع إجمالي النمو السنوي إلى 46.3 في المئة. وكان الأداء المتين للسوق خلال الشهر مدفوعاً في شكل أساسي، بعدد من التطورات الاقتصادية الكلية وتحسن معنويات المستثمرين وليس بنتائج الشركات التي لم تكن في المستوى ذاته، بينما انخفض إجمالي أرباح الربع الثاني للشركات المدرجة بنسبة 1.8 في المئة مقارنة بالربع السابق.