أثمرت أول محادثات رسمية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الصيني شي جينبينغ في بكين أمس بعد اختتام قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا- المحيط الهادئ (أيبك)، اتفاقاً وصفه أوباما بأنه «تاريخي» حدد التزامات جديدة في إطار مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك قبل إبرام اتفاق عالمي خلال مؤتمر حول المناخ تستضيفه باريس نهاية العام 2015. كما رحب أوباما بمساهمة الصين في الأمن الدولي، بما في ذلك مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وشدد أوباما على أن الاتفاق الذي لا سابق له «محطة مهمة في العلاقات الأميركية- الصينية» التي تعززت أيضاً خلال الاجتماع الذي استمر ساعتين باتفاقات تراوحت أهميتها بين متواضعة وعلى قدر جيد من التأثير، وشملت تسهيل تأشيرات الدخول والاستثمارات التجارية، وتعميق الثقة العسكرية والعمل لتقليص احتمالات حصول حوادث عسكرية في البر والبحر، إضافة إلى تعزيز التعاون في فرض القانون ومكافحة الجرائم الدولية، وتكثيف الاتصالات حول مكافحة الإرهاب. واعتبر أوباما أن الولاياتالمتحدةوالصين «لديهما مصلحة كبيرة في نجاح الآخر، والعمل معاً في مسيرتهما نحو المستقبل». لكن ذلك لم يمنع جدل الزعيمين حول قضايا خلافية، في مقدمها الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ، إذ أكد أوباما تشجيع الولاياتالمتحدة تنظيم انتخابات حرة ونزيهة في المدينة، في حين أصرّ شي على أن الاحتجاجات «غير شرعية»، وأن «مسائل المنطقة شأن صيني داخلي». وتريد الصين، التي استعادت هونغ كونغ من بريطانيا عام 1997، اختيار مرشحي منصب حاكم المدينة الذي سيجري اختياره باقتراع مباشر عام 2017. وحض أوباما بكين على اتخاذ خطوات لحماية الهوية الفريدة لشعب إقليم التيبت الذي تعترف الولاياتالمتحدة بأنه جزء من الصين، وأكد أن دعم الولاياتالمتحدة حقوق الإنسان «سيبقى جزءاً من العلاقات مع الصين» المتهمة بارتكاب انتهاكات في هذا المجال. ولحظت الخطة المشتركة للبلدين، الملوِّثين الأولين في العالم اللذين يتشاركان بنسبة 40 في المئة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تحديد الصين للمرة الأولى تاريخاً هوعام 2030 لبلوغ الحد الأقصى لانبعاثاتها من الغازات الدفيئة المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة، مع تأكيد نيتها «محاولة تحقيق ذلك قبل هذا التاريخ». أما الولاياتالمتحدة فالتزمت خفض انبعاثاتها من الغازات الدفيئة من 28 الى 26 في المئة بحلول 2025. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاتفاق الصيني- الأميركي الذي وصفه بأنه «مساهمة مهمة» في مكافحة الاحتباس الحراري، فيما أكدت وكالة الطاقة الدولية ان الاتفاق «خطوة جبارة للبشرية». لكن علماء يرون أن الاتفاق غير كافٍ لتقليص ارتفاع حرارة الجو في العالم درجتين مئويتين، وهو الهدف الذي حددته الأسرة الدولية لتفادي تزايد التغيرات المناخية في شكل كارثي. ولفت وصف زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل اتفاق بكين بأنه «غير واقعي، ومضر بسوق العمل».