انضم جنديان سابقان أحدهما أميركي والآخر نمسوي للقوات التي تعاون مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردي في حربهم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» المتشدد في بلدة رأس العين بمحافظة الحسكة السورية. ويتحدر الأميركي الذي عرّف نفسه باسم جيريمي دالي وودارد من منطقة مريديان في ولاية مسيسيبي الأميركية، وقال إنه خدم في صفوف الجيش الأميركي ثمانية أعوام وسبقت له الخدمة في أفغانستان والعراق. ولم يدل وودارد بأي معلومات عن الوحدات التي خدم فيها أثناء وجوده في البلدين. وفي لقطات مصوّرة حصل عليها تلفزيون «رويترز»، ظهر وودارد بملابس عسكرية مموهة حاملاً بندقية آلية في ساحة المعركة. وقال وودارد إنه فكّر مدى شهرين في القيام بتلك الرحلة قبل أن يحسم أمره ويتخذ قراراً بالتوجه الى سورية والانضمام إلى وحدات حماية الشعب. وحين سئل عما إذا كانت وحدات حماية الشعب تجنّد مقاتلين من الخارج نفى ذلك بشدة، وقال: «لا، ليس هناك تجنيد وفق علمي. هناك أشياء كثيرة على فايسبوك وفي أميركا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، لكن الناس يتخذون بأنفسهم قرارات التجنيد الفعلي مع وحدات حماية الشعب. إن وحدات حماية الشعب لا تعمل على هذا النحو وتجنّد عسكريين. أتمنى أن يدرك الناس أننا لسنا مجندين بالفعل. إذا اتصلت بأحد من وحدات حماية الشعب وتوجهت إلى هناك ستُقبل لكنك ستكون موضع مراقبة». وأضاف أنه على الرغم من أن وحدات حماية الشعب توفر الاحتياجات الأساسية كالطعام والشراب واللباس والمأوى لمقاتليها إلا أنها لا تدفع لهم رواتب رسمية. وقال: «لا نحصل على رواتب كما يحدث مع الجيوش الأخرى.. ليس هناك شيء كهذا. نحصل على رعاية.. طعام وشراب وملابس وسقف يؤوينا لكننا لا نحصل على مال». وأوضح وودارد أنه مهتم بسورية لأنه يشعر بأن ما يفعله عناصر «الدولة الإسلامية» خطأ. وأمضى جندي نمسوي سابق عرّف نفسه باسم بنيامين، شهرين يقاتل في صفوف القوات الأوكرانية ضد روسيا وخدم في الجيش النمسوي أربع سنوات. ويرى بنيامين أن هدفه من التواجد في سورية هو تقديم المساعدة. وقال: «أريد أن أساعد هنا. ما تفعله الدولة الإسلامية سيئ للغاية والعالم كله ينظر ولا أحد يساعد. وأتصور أن علينا أن نوقفهم هنا قبل أن يعودوا إلى ديارنا في أوروبا. كما أن ما يحدث هنا مع الشعب الكردي سيئ جداً. هذا ما دفعني للحضور الى هنا». وتقع رأس العين على بعد نحو ستمئة كيلومتر من دمشق في محافظة الحسكة المنتجة للنفط في شمال شرقي سورية التي تقطنها غالبية أبناء الأقلية الكردية السورية الذين يقدر عددهم بنحو مليون نسمة.