كل شيءٍ في رمضان فريد من نوعه! حتى حوادثه المرتبطة بشكلٍ مباشرٍ بالصيام أو القيام أو بالإفطار، وأكثرها حرارة متعلق بساعة الإفطار حينما يفقد العشرات من الصائمين صوابهم ويرخون العنان لمركباتهم طمعاً في تطبيق سنة تعجيل الفطر ولو على حساب قتل الأبرياء وقطع إشارات المرور، وتقابل هذه السرعة سرعة أخرى في السحور! حوادث أخرى تتعلق بسوء طباع الإنسان حيال أمور الحياة والطعام، يدخل زوج على زوجته المنهكة ليلقي بأوامره العسكرية حيال إعداد وجبة الإفطار، تنسى زوجته إحضار الشوربة فيعتدي عليها بالضرب ملحقاً بها عاهةً مستديمةً . البعض ممن رق دينه يفطر في نهار رمضان دون مسوغٍ شرعي، وقد ألقت الجهات الأمنية القبض على أكثر من شابٍ أعد سفرة الإفطار في السابعة صباحاً، ولما سأل عن المسوغ أجابهم بأنه مريض، ثم لما وجه السؤال لضيوفه قالوا: إننا مسافرون! لا يعدم هؤلاء حيلةً في العادة، فالفتاوى الرمضانية التي تسوغ لهم المجاهرة بالإفطار جاهزة محفوظة حتى تلوى النصوص ويفر العصاة من مقصلة القانون! طائفة أخرى استغلت نهار رمضان للعب القمار بعيداً عن أعين القانون، ولما داهمتهم الشرطة في نهار رمضان دافعوا عن أنفسهم بقولهم: إننا مسلمون وصائمون! تصرمت أيام هذا الشهر المبارك وأزف رحيله بأفراحه وكرمه، والمغبون منا من لم يدرك نفحةً من نفحات المولى سبحانه وتعالى يرفعه الله بها إلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، وفي المقابل يفرط البعض منا في هذه الفضائل، التي قد لا يدركها الإنسان منا بعد عامه هذا، فيقع في بعض المحظورات والأخطاء، بينما تركن طائفة أخرى للكسل والنوم وإدمان تشتيت الأوقات والله المستعان. [email protected]