كشفت جماعة «أنصار بيت المقدس»، التي كانت تبنت محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية المصري الشهر الماضي، عن هوية منفذ الهجوم، وأعلنت أن الانتحاري ضابط سابق في الجيش برتبة رائد، وأنه تنقل بين أفغانستانوالعراق وألقي القبض عليه في إيران قبل أن يذهب إلى سورية، ثم يعود إلى مصر لتنفيذ العملية، ما يبرز دور تنظيم «القاعدة» داخل الأراضي المصرية. كما كشف مصدر أمني ل «الحياة» أن الأجهزة الأمنية توصلت إلى هوية منفذي الهجوم على كنيسة العذراء في حي الوراق شمال الجيزة الذي راح ضحيته خمسة أشخاص وإصابة 16 آخرين، وأن أحدهما ينتمي إلى جماعة جهادية، والآخر لجماعة سلفية، وأن أحدهما سبق اعتقاله في 2009، ثم تم الإفراج عنه في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي. إلى ذلك، قدمت دولة الإمارات دعماً لمصر بقيمة 4.9 بليون دولار لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية والأمنية، إذ وقع البلدان اتفاقاً في أبوظبي في ختام محادثات أجراها رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي مساء أمس مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد. وأكد الببلاوي في أعقاب محادثات مماثلة أجراها أيضاً مع نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، أن الأمور في مصر بدأت تعود إلى طبيعتها وهي في طريقها إلى التعافي والهدوء والاستقرار. من جهة ثانية، قدم محامون بلاغات ضد الإعلامي الساخر باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج» الذي استهل موسمه الثالث أول من أمس بحلقة هاجم فيها مختلف الفرقاء السياسيين، وسخر فيها من مؤيدي وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وحالة الولع به. واتهم مقدمو البلاغات باسم يوسف ب «إشاعة الفوضى وتكدير الأمن العام». وطالبوا بإيقاف «البرنامج» الذي اشتهر في عهد الرئيس المعزول مرسي، فيما ظهر أن أولى جلسات محاكمة مرسي المقررة في 4 من الشهر المقبل ستكون مجالاً ل «التحدي» بين الحكم الموقت وجماعة «الإخوان المسلمين»، إذ كثفت الجماعة من دعواتها للحشد في ذلك اليوم للضغط من أجل الدفع في اتجاه إرجاء المحاكمة، لإظهار عدم قدرة السلطات على تأمين المحاكمة ونقل مرسي إلى مقرها. وعلمت «الحياة» أن الأجهزة الأمنية وضعت خطة غير مسبوقة لتأمين مقر معهد أمناء الشرطة في منطقة طرة في القاهرة المتوقع أن يستضيف المحاكمة، ما يعكس اتجاهاً لبدئها وعدم إرجائها. وقال مصدر أمني رفيع ل «الحياة» إن «الإجراءات لتأمين المحاكمة في منطقة طرة تتم بالتنسيق بين الأجهزة المعنية في وزارتي الدفاع والداخلية». وكشفت أمس جماعة «أنصار بيت المقدس» أن منفذ المحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية، ضابط سابق في الجيش برتبة رائد يدعى وليد بدر، وأوضحت في تسجيل مدته 31 دقيقة أن بدر تخرج من الكلية الحربية في 1991، والتحق بسلاح الشؤون الإدارية فترة من الزمن، ثم تمت إقالته من الجيش المصري بعد وصوله إلى رتبة رائد. وقالت إن بدر هاجر بعدها إلى أفغانستان حيث شارك في ما وصفته ب «التصدي للحملة الصليبية»، قبل أن يغادرها إلى العراق «ليشارك الجهاديين على أرض الرافدين»، ثم ألقي القبض عليه في إيران التي سجن فيها نحو سنة، ثم عاد إلى مصر «ليقضي فترة مع إخوانه المجاهدين»، ثم سافر إلى الشام «ليشارك في الجهاد ضد النظام البعثي»، وبعدها عاد إلى مصر، ونفذ ما وصف ب «غزوة الثأر لمسلمي مصر ضد سفاح الداخلية».