طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب، وكالة «إرنا»، وكالة «مهر» – أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، رفض بلده «التفاوض على حقوقه» النووية، بعد إعلان الولاياتالمتحدة انها ستركّز على الملف النووي خلال المحادثات المرتقبة مع طهران. وقال نجاد خلال استقباله السفير البريطاني الجديد في طهران سايمون غاس الذي سلمه أوراق اعتماده: «الموضوع النووي اصبح منتهياً من وجهة نظر الشعب الإيراني. التكنولوجيا النووية السلمية هي الحق الشرعي والنهائي للأمة الإ يرانية، وإيران لن تتفاوض مع أحد حول حقوقها الثابتة، لكننا مستعدون طبعاً للتفاوض حول التعاون الدولي لتسوية المشاكل الاقتصادية والأمن في العالم. ونعتبر أن هذه المشاكل لا يمكن أن تحل من دون مشاركة الكل». وأشار الى أن «للشعب الإيراني ذكريات سلبية كثيرة في شأن العلاقات مع بريطانيا. طبعاً ننظر الى المستقبل في إطار توسيع العلاقات ونأمل بأن تكون الحكومة البريطانية اعتبرت من ماضيها واتخذت خطوات في اتجاه إصلاح سلوكها»، مؤكداً ان «الشعب الإيراني لا يسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونه الداخلية ونأمل بأن تتمكن الحكومة البريطانية من إصلاح أخطائها». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا) عن السفير البريطاني قوله ان «بريطانيا لا تفتخر بما حدث في الماضي بين البلدين، وتدعو الى إقامة علاقات حديثة وتوسيعها على أساس الاحترام المتبادل». وكان نجاد الذي أفادت وكالة «فارس» بأنه سيتوجه غداً الثلثاء الى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال خلال لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو السبت الماضي: «على أعتاب أفول الدول المستكبرة والمتغطرسة، أن زيادة التعاون بين دول المنطقة لا سيما بين إيران وتركيا، أمر ضروري». وسلّم داود اوغلو نجاد رسالة خطية من نظيره التركي عبد الله غل. أما رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني فقال خلال لقائه داود أوغلو، ان «في إمكان إيران وتركيا القيام بدور بناء في استقرار المنطقة»، واصفاً العلاقات بين البلدين بأنها «ودية وراسخة وعريقة». ونقلت وكالة «مهر» عن لاريجاني قوله، في إشارة الى رزمة الاقتراحات التي قدمتها إيران الى الدول الست الكبرى، ان «مواصلة المحادثات هي الطريق الوحيد لإيجاد تسوية مناسبة للملف النووي. إيران كانت دوماً على استعداد للتعاون مع المنظمات الدولية في مجال القضايا النووية». أما داود أوغلو فأكد عزم تركيا على «توسيع علاقاتها مع إيران في كل المجالات السياسية والبرلمانية والثقافية والاقتصادية». ونقلت «مهر» عنه قوله ان تقديم إيران رزمة الاقتراحات الجديدة «خطوة مهمة في اتجاه المحادثات وتسوية القضية النووية»، مضيفاً ان «تركيا تدعم استمرار محادثات إيران مع الدول الغربية في هذا الشأن». وزاد ان «الحصول على العلوم والتقنيات النووية الجديدة للأغراض السلمية، هو حق لكل الدول الأعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي بما فيها إيران، وهذا الحق يجب ألا يُسلب من إيران». ونقلت قناة «برس تي في» الإيرانية عن داود أوغلو قوله: «نريد أن نمهد الأرض أمام رفع العقوبات (المفروضة على إيران) وتسوية كل المسائل من خلال المفاوضات. نعتقد أن موارد الطاقة الإيرانية يجب أن تؤدي دوراً أكثر حيوية في توفير الاحتياجات العالمية من الطاقة». وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أعرب السبت الماضي عن ترحيبه بإجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة وحلفائها. ونقل التلفزيون الإيراني عن متقي قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع داود أوغلو: «إذا توافرت الشروط، ثمة احتمال لإجراء محادثات حول الملف النووي مع الغرب، استناداً الى رزمة الاقتراحات الجديدة التي سلمناها». لكن متقي رفض «تقديم أي تنازل في ما يتعلق بالحق الثابت للأمة الإيرانية». في الوقت ذاته، قال الناطق باسم الخارجية الاميركية بي جي كراولي: «اننا نسعى الى اجتماع الآن، استناداً الى الوثيقة الإيرانية، لنرى مدى استعداد إيران للفعل». وأضاف: «نريد ان نرى انخراطاً جدياً حول الملف النووي خصوصاً. نحن مستعدون لمناقشة أي مسائل أخرى يريدون طرحها، ولكن إذا رفضت إيران التفاوض جدياً، يمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن الخروج باستنتاجات من ذلك. ومن ثم واستناداً الى ذلك، سنصدر بعض الأحكام في المستقبل». أما الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس فأكد ان الولاياتالمتحدة ستركز على البرنامج النووي الإيراني خلال أي محادثات مع طهران. وقال: «ربما لا يكون هذا موضوعاً يريدون إثارته، لكن يمكنني أن أؤكد انه موضوع سنثيره».