حذّر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط من «رفع الشعارات التي تحوي مطالب تكون عاقبتها تهديد السلم الاجتماعي والروابط الأخوية، بما تبذره من بذور الفتنة والشقاق، وما تحدثه من فرقة ونزاع يكون عوناً للحاقدين والحاسدين وقرة عين للأعداء المتربصين أجمعين، في زمن يجب فيه على الكافة التنبه لما يحاك ويدبر ويخطط له وما يقصد ويستهدف ويراد». مستنكراً على كل من «يبسط لسانه بالسوء في أعراض المسلمين ويقع فيها بافتراء الكذب ويخطه بيمينه في كلمات أو مقالات أو خطب أو رسائل أو تغريدات يستحكم بها الإيذاء»، وقال في خطبة أمس (الجمعة): «لذا جاء الوعيد الصارخ والتهديد الشديد لكل من آذى مؤمناً زجراً له وترهيباً لمن ألقى السمع وهو شهيد». وأوضح أن «الأخوة تعني كف الأذى فالمسلم من كمل إسلامه بسلامة الناس من إيذاء لسانه ويده وما في حكمهما»، مضيفاً أن «الإيذاء كما يقع على آحاد الناس فإنه يقع أيضاً على المجموع كالشتم والطعن والاستهزاء الواقع على المؤسسات عامها وخاصها، والتنقيب عن أخطائها وتتبع عثراتها ونشر عيوبها والفرح بذلك أشد الفرح والتباهي به أعظم مباهاة وكأنه صيد ثمين أو غنيمة تغتنم، وبالاحتيال لتكبير الصغير وتعظيم اليسير من دون برهان ساطع ولا مستند قاطع ولا حجة بينة تثبت أمام التمحيص المخلص والتتبع الصادق الذي يرجو به صاحبه الله والدار الآخرة». وحض من «جُهل عليه» أن «لا يقابل هذا الجهل بمثله طاعة لربه سبحانه، وحذراً من الوقوع في ما يخبث بالمؤمن ولا يحسن به، فليس سبيل المؤمن سبيل الطعن والشتم الذي ينافي كريم خلقه وسليم فطرته». وأكد أن «للكلام الحسن تأثير كبير في الأصدقاء والأعداء فهو يحفظ مع الأصدقاء مودتهم وصداقتهم، ويمنع كيد الشيطان أن يوغل بينهم، ويطفئ خصومة الأعداء ويكسر حدتهم ويوقف تطور الشر واستطالة شرره».