سيكون «الكلاسيكو» المقبل بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة اليوم (السبت) بنكهة مختلفة، يكتنفه عبق تاريخي يفيض بأعباء ستقع في مجملها على عاتق أغلى لاعب في العالم الويلزي غاريث بيل. الأمر لن يتعلق بنتيجة الكلاسيكو (اليوم) السبت في كامب نو، بل بصراع طال 60 عاماً بين عملاقي الكرة الإسبانية في خطف النجوم والسيطرة المحلية المطلقة، فالريال لم ولن يسمح بسيطرة مطلقة لعدوه اللدود، حتى إن مستقبل رؤسائه كان يعتمد على قدرتهم على السيطرة وانتداب أكبر نجوم العالم، ولهذا فان الأحداث التاريخية تبرز لتشكل عامل ضغط في تحديد مصير الرئيس الحالي للريال فلورنتينو بيريز بمدى قدرة فريقه على كسر احتكار البارسا، وعلى النجوم الذين يضمهم، وهنا يأتي بيل ليكون الوجه الجديد في عالم صراع الريال مع جاره. وإخفاقه سيضع ضغطاً هائلا على بيريز، وقد يقوده إلى الرحيل. فصفقة بيل جاءت للأسباب ذاتها التي قادت رئيس الريال في 1953 سانتياغو بيرنابيو (الذي يحمل استاد الريال اسمه حالياً)، إلى خطف النجم الأسطوري ألفريدو دي ستيفانو من بين قبضتي برشلونة، على رغم أن برشلونة لم يبد إعجابه ببيل سوى ليرفع قيمة النجم الويلزي، ويجعل غريمه يدفع مبالغ أكثر من المتوقع. لكن لمشجعي الريال فإن المقارنة تتوقف هنا بين دي ستيفانو وبيل، فالأول هو أسطورة أساطير الريال وأفضل نجم مر في تاريخ النادي، في حين أن بيل حتى اللحظة ليس سوى الأغلى في تاريخ النادي. لكن أوجه التشابه موجودة بينهما، فعندما ضم برشلونة الأسطورة المجري لاديسلاو كوبالا فإن الريال رد مباشرة بضم دي ستيفانو في 1953، وفي هذا الصيف ضم برشلونة نيمار ب50 مليون جنيه إسترليني فدفع الريال رقماً قياسياً عالمياً بلغ 86 مليون جنيه لضم بيل، فالفكرة ليست محتكرة على بيريز الذي بدأ العمل بها في العام 2000 وبما عرفه بسياسة «الغلاكتيكو»، بل تعود الفكرة إلى الخمسينات في حقبة بيرنابيو الذي قال في إحدى المناسبات: «الريال يجب ألا يسمح بأن يتعدى أحد منطقته... الريال هو الأفضل في العالم وعليه أن يبقى هكذا، ولذا يتعين علينا دائما أن نفعل كل ما في وسعنا كي نضم أفضل النجوم في العالم». بيل ما زال يفتقد اللياقة الكافية للبدء أساسياً، على رغم أنه ساهم في تسجيل الهدف الثاني للفريق في مباراته الأخيرة في الدوري ضد ملقا، على رغم أنه شارك في الدقائق ال15 الأخيرة ، ويراهن بيريز على نجاح بيل في شكل كبير، وعلى ألا يكرر التاريخ نفسه، فكسر احتكار برشلونة المحلي يظل أولوية، لكن الأكثر أهمية هو إحراز لقب دوري أبطال أوروبا الغائب منذ 12 عاماً، وأي إخفاق قد يقود بيريز إلى الرحيل مثلما حدث في 2006، لكنه يتمنى أن يكون غاريث بيل هو زيدان أو كريستيانو أو دي ستيفانو جديد.