طالب عدد من مقدمي البرامج الساخرة على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» بضرورة تطبيق الجهات المختصة العقوبات اللازمة والنظامية في شأن الجرائم الإلكترونية على الأشخاص، الذين يعمدون إلى توجيه الإساءات عبر مختلف المواقع الإلكترونية الاجتماعية، مشددين على ضرورة ألا تكون القوانين موجودة على الورق فقط، معتبرين أن البرامج التي يقدمونها تعدّ الأكثر تأثيراً في المجتمع، مستشهدين بعدد المشاهدات التي تحظى بها برامجهم، فيما اتهموا خلال جلسات ملتقى الإعلام المرئي الجديد الذي نظمته مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية (مسك) في الرياض أول من أمس، عدداً من الشركات التجارية بأنها لا تدرك دور الإعلام الجديد وماهيته، وبالتالي لا تُقبل على الإعلان من خلاله. وانتقد فراس بقنة ما وصفه ب«التكلّف» في برامج «يوتيوب» السعودية، معتبراً أن نوعية الموقع تحتم البساطة في تقديم البرامج من دون الاهتمام المفرط بالجوانب الإنتاجية، مشيراً إلى أن الإعلام المرئي الجديد اتضّح تأثيره في مختلف فئات المجتمع، متّهماً بعض المستجدين في هذا المجال بتقليد من سبقوهم إليه، مرجعاً ضعف حضور المرأة السعودية في «يوتيوب» إلى ثقافة المجتمع. وأوضح بقنة الذي قدّم أكثر من برنامج منها «يومك مع»، أن خوضه في مجال الإعلام المرئي الجديد جاء امتداداً لمرحلة المنتديات الإلكترونية وموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في أعوام مضت، منوهاً إلى أنه أراد أن يسهم في تغيير بعض سلوكيات المجتمع السلبية، إلى جانب تعزيز ثقافة العمل التطوعي. وأضاف: «موقع يوتيوب أثبت تأثيره الفعال، وعلى رغم مرور أكثر من عام على تقديم برنامجي «يومك مع»، إلا أنني لا أزال أجد أصداء حلقة عمّال النظافة التي قدّمتها من خلاله، وهذا من بين ما يميّز الإعلام المرئي الجديد، ولكن هناك ميزة أخرى يجب أن يعيها جميع الراغبين في دخول هذا المجال وهي البساطة في تقديم العمل، فاليوتيوب ليس كالتلفاز، بحيث يتطلب معدات وأدوات من نوع خاص»، مبيّناً أن القنوات التلفزيونية في حال رغبتها في استقطاب نجوم «يوتيوب»، عليها ألا تفرض عليهم شروطها. أما مقدّم برنامج «مئة يوم» عبدالعزيز العزام، فاعتبر أن مستقبل الإعلام المرئي الجديد غامض، بسبب التطوّر المتسارع فيه، مطالباً بضرورة أن يكون هناك توافق بين الإعلامين الجديد والتقليدي لاستفادة كل منهما من الآخر، معتبراً أن الإعلام الجديد أتاح فرصة لمن لم يجد فرصته في الإعلام التقليدي، مستشهداً بوجود نماذج أثبتت نجاحها، وأصبح عملهم في هذا النوع من البرامج، بعد أن كانوا في السابق ليست لديهم وظائف. ولم يخفِ العزام إمكان تعرّض بعض البرامج إلى ملل الجمهور، في حين اعتبر أن المجتمع بات يبتعد تدريجياً عن التلفاز، مضيفاً: «يجب أن يكون هناك توافق بين الإعلامين التقليدي والجديد، فهناك عدد من الشباب يرغبون في الفرصة، ولكن للأسف أن العقلية القديمة في الإعلام التقليدي تتمسك بأفكارها، لذا يجب أن تكون هناك جهود من الجهات المختصة لتعزيز دور الإعلام الجديد». بدوره، هاجم مدير التسويق في قناة «تلفاز» على «يوتيوب» عبدالعزيز الشعلان بعض الشركات التجارية المحليّة، بتجاهلها لدعم الشاب السعودي والتعاون معه في رعاية ما يقدّمه من برامج، معتبراً أن محتوى الإعلام الجديد بات مهدداً للإعلام التقليدي، مؤكداً أن برامج «يوتيوب» كانت تواجه صعوبة في إقناع المعلن برعايتها. أما مقدّم برنامج «لا يكثر» فهد البتيري، فأكد أن الوصول للمعلن ليس صعباً بذاته، وإنما الصعوبة تكمن في وصول الفكرة إليه، معتبراً أن جماهيرية أي برنامج تعد الجاذب للمعلن الذي يعي دور الإعلام الجديد، إلا أنه في الوقت ذاته شدّد على ضرورة الاهتمام بالتجديد في البرامج، لكون فئتها المستهدفة تملّ سريعاً. من جانبه، أوضح مقدّم برنامج «يطبعون» هادي الشيباني، أن انتقاله من الإعلام التقليدي للجديد كان من طريق المصادفة، حتى وجد نفسه فيه، مشيراً إلى أنه اختار برنامج «يطبعون» حينما كان ضمن فريق عمل تأسيس قناة «صاحي». فيما اعتبر مقدّم برنامج «لقيمات» عبدالمجيد الكناني، أن من أبرز ما يدفع للعمل فى الفنون عموماً هو الرغبة في التعبير، منتقداً مستوى الاهتمام التعليمي بالفنون المسرحية والسينمائية وغيرها في المملكة.