عندما تستمع إلى المشتكي وهو يقول «ثلاث مرات يومياً» ربما يتبادر إلى ذهنك مباشرة أن الشخص يتحدث عن وصفة طبيب أو جرعة دواء. لكن الأمر في مركز المويه (200 كيلومتر شرق الطائف) التابع لمنطقة مكةالمكرمة مختلف، فالكهرباء هي ما ينقطع ثلاث مرات يومياً! تتواصل معاناة سكان المويه بتجدد مشكلة انقطاع تيار الكهرباء، خصوصاً مع بداية شهر رمضان المبارك، إذ يقضي السكان هناك أوقاتاً عصيبة واجهوا فيها شدة حرارة الصيف مع ما يعانيه الصائم من الظمأ والجوع والجهد الكبير. في الظهيرة وعند اشتداد القيظ، تأتي الجرعة الأولى من انقطاع الكهرباء في المركز، قبل أن يعود، ثم ينقطع مرة ثانية، ثم يعود من جديد، لينقطع مرة أخرى، قبل أن يعود في انتظار ظهيرة اليوم التالي. هذه الانقطاعات تتكرر كل يوم، وبغض النظر عن المعاناة الشخصية، فلا يمكن نسيان الأضرار الجسيمة المتولدة عن تردد التيار الكهربائي، من فساد الأطعمة وتعطل الأجهزة. استطلعت «الحياة» بعض آراء المواطنين في مركز المويه عن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في المويه، يقول نواف الروقي وهو صاحب محل مواد بناء ومقاولات: «مشكلة الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي لم تعد تطاق، خصوصاً في مثل هذه الأيام المباركة من شهر الصوم». ويضيف: «في السابق لم يشهد مركز المويه أي انقطاع للتيار الكهربائي حينما كانت مولدات الكهرباء تشغل من محطة كهرباء المويه ذاتياً، أما الآن بعدما أصبحت الكهرباء شاملة وموحدة لمعظم مناطق شمال الطائف، من قرى وهجر ومراكز، فاعتقد أن السبب هو الضغط الكبير والحمولة الزائدة التي تشهدها مولدات الكهرباء». في حين يقول المواطن فهد صالح في اليومين الأولين من بداية رمضان كنا نعتقد أن الانقطاع عابر وقصير ويعود معه التيار في ظرف دقائق، لكنه أصبح بشكل يومي ومنظم، بخاصة في أوقات الظهيرة وهذا ما سبب لنا معاناة كبيرة في ظل الحر الشديد وإرهاق الصوم. ويتساءل: «أين المسؤولون في شركة الكهرباء؟ لماذا لا يحلون لنا هذه المشكلة، التي باتت شاملة في مناطق المملكة؟». بدوره، طالب تركي خالد الجهات المعنية بحل هذه المشكلة، ساخراً مما يحدث بقوله: «أكثر ما يهمنا ألا ينقطع التيار الكهربائي في رمضان، وبعده فليقطعوه وقتما يريدون».