ترى مصممة المجوهرات السعودية خلود الكردي أن القيمة الحقيقية للمبدع تكمن في إتقانه لعمله، والرسالة التي يريد إيصالها إلى مجتمعه، وتقول ل «الحياة»: «إن قيمة ما يحمله أي مبدع في مختلف المجالات تكمن في إتقانه عمله وفي الرسالة التي يريد إيصالها، اذا تمكّنت من فرض خط مختلف في مجال تصميم المجوهرات، يتمثّل بإدخال خامات مستقاة من موروثنا الخليجي إلى المجوهرات والدمج بين الخشب والمعدن والأحجار الكريمة بشكل مدروس ومتقن». جاءت تصريحاتها في سياق إطلاقها لمجموعتها ( غلاميروس سينت 2013 )، والتي تسعى من خلالها لتذكير الأسواق العربية والعالمية أن الذائقة السعودية لا تستطيع التخلص من أصالتها، وأن وقت وضع بصمة خليجية عربية مميزة قائم، وتنتج منه قيمة فنية إضافية تضاهي قيمة الذهب، وترفع قيمة منتجات خلود الكردي من حال سلعة في أسواق الذهب والمجوهرات إلى تحفة فنية يسهل شراؤها ويصعب اتخاذ قرار بإعادة بيعها. تنتمي خلود الكردي إلى المغامرين، وأصحاب الرهان الكبير على الذائقة الخليجية المخطوفة عالمياً، لذلك فإن في تكرارها لقولها «أترجم رؤيتي بأن قطع المجوهرات ليست فقط مقتنيات ثمينة، بل هي أعمال فنية تعكس أفق ثقافة المرأة ووعيها الفني بالجواهر التي تتزين بها». كان ذلك وفق قناعتها «بأن المجوهرات الثمينة هي تلك التي تستحوذ على حواس المرأة ولا تكتفي بإبهار بصرها فقط» مشيرة إلى أنها تسعى في تصاميمها إلى حد « تشم السيدة فيها رائحة الطبيعة» من خلال عبق أخشاب العود وتجسيد بعض سمات الحياة في الغابات. تغرق خلود الكردي في «القبض على اللحظة» تحديداً عند تجسيدها مجوهرات لطيور تتهيأ للتحليق، أو كائنات أخرى في لمحة حركية توحي لمن يشاهدها أن السكون المعهود في تصاميم الذهب والمجوهرات يتحرك بتوقيع من خلود الكردي، وهو توقيع محفوف بجوائز عالمية في مجال تصميم المجوهرات، مع كرسي دائم في قائمة أفضل 30 مصمماً عالمياً. وتنوه بأن منطقة الخليج ترتبط بتاريخ مديد مع شجرة العود بصفتها مصدر إلهام للشعر، العشق، كذلك تكريم الرجال للرجال، وكان إيصاله إلى منطقة الخليج يستلزم رحلات تجارية متشبعة برائحة خطر الموت في غابات بعيدة أو الغرق بحراً، ثمة مغامرون ذهبوا لجلب أخشاب شجرة العود ولم يتح لهم طريق عودة، لذلك يؤمن الخليج بقيمة العود. وتجسد خلود الكردي أسلوب مزج الثمين بالأثمان «أخشاب العود بالذهب والمجوهرات» الماضي بالحاضر والخيال، فن الخروج عن النص من أجل كتابة نص لا شبيه له، والتأسيس لثقافة جديدة في مدارس صناعة ذائقة تشبه أكثر أرض وبحر الخليج.