تعهد رئيس الحكومة المصرية حازم الببلاوي أمس توقيف منفذي الهجوم على كنيسة الوراق الذي راح ضحيته أربعة أشخاص، فيما تواصلت تظاهرات طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» في جامعة الأزهر وعدد من الجامعات الإقليمية، وشهدت مواجهات مع معارضيهم. وظهر أمس أن الجماعة تجهز لتحريك تظاهرات ضخمة في 4 الشهر المقبل تزامناً مع انطلاق جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من أركان حكمه بتهمة «التحريض على قتل المتظاهرين» خلال الاحتجاجات في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وأكد رئيس الحكومة خلال زيارته لجرحى الاعتداء على الكنيسة الذي وقع مساء الأحد الماضي، أن «الحادث الإجرامي أثار حالاً من السخط لدى جميع أبناء الوطن مسلميه وأقباطه»، مشدداً على أن «الحكومة والجهات الأمنية تقوم بجهود متواصلة لسرعة القبض على مرتكبي الحادث وتقديمهم إلى العدالة لينالوا الجزاء العادل إزاء ما اقترفته أياديهم الآثمة». ميدانياً، أعلن القيادي في «التحالف الوطني لدعم الشرعية» الذي تقوده «الإخوان» علي خفاجي أن التحالف يجهز لتظاهرات داخل مصر وخارجها في الرابع من الشهر المقبل تزامناً مع أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول. وقال: «سيكون يوماً عالمياً ضد الانقلاب، يوماً للتضامن مع المعتقلين السياسيين في سجون النظام»، مشيراً إلى «بدء التنسيق مع الجاليات المصرية في الخارج لتنظيم فعاليات منددة بالانقلاب، خصوصاً أمام السفارات المصرية». وقال إن «قضايا المعتقلين لن تغفل في مثل هذا اليوم»، مشدداً على «بدء ترتيبات لتسليط الضوء على معاناتهم في السجون سواء حبس كثير منهم خصوصاً القيادات انفرادياً، وسوء معاملتهم داخل السجون، ومنع زيارات ذويهم عنهم». واستمرت أمس تظاهرات طلاب «الإخوان» وكان أبرزها في جامعة الأزهر بالتزامن مع عودة حملات الدهم التي تشنها قوات الأمن التي اعتقلت عشرات من مؤيدي مرسي في عدد من المحافظات بينهم ابن شقيقه من محافظة الشرقية. وكثفت قوات الشرطة من وجودها في محيط بوابات جامعة الأزهر في حي مدينة نصر (شرق القاهرة) تحسباً لخروج التظاهرات إلى الشارع، فيما أغلقت عشرات الطالبات في كلية الدراسات الإسلامية باب الكلية احتجاجاً على تحويل إحداهن على لجنة تأديبية لمشاركتها في التظاهرات. وكان اتحاد طلاب جامعة الأزهر أصدر بياناً في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس حذر فيه من «يوم لن ينساه الأزهر»، محذراً من «غضبة طلاب الأزهر وطالباته إذا استمرت إدارة الجامعة في مسلسل التغافل عن رد حقوق الطلاب الذين ماتوا خلال فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة». وأصيب العشرات من طلاب جامعة الإسكندرية، بعد نشوب اشتباكات بين طلاب منتمين إلى «الإخوان» ومعارضيهم داخل الجامعة. وتحولت ساحتا كليتي الآداب والتجارة إلى ساحات للمعارك بين الطرفين، بعدما تسببت هتافات مناوئة للجيش رددها المشاركون في مسيرة نظمها طلاب «الإخوان» في غضب الطلاب الذين هتفوا تأييداً لوزير الدفاع عبدالفتاح السيسي. وهتف طلاب «الإخوان»: «يسقط يسقط حكم العسكر»، «ارحل يا سيسي مرسي هو رئيسي»، « ثورة دي ولا انقلاب انقلاب انقلاب»، فيما هتف مؤيدو الجيش: «الجيش والشعب ايد واحدة»، ورددوا كلمات أغنية تسلم الأيادي المشيدة بتدخل الجيش لعزل مرسي، قبل أن يشتبك الطرفان وتسود حال من الكر والفر بين الطلاب. وقال وزير التعليم العالي حسام عيسى إن «رؤساء الجامعات يمتلكون جميع السلطات للتعامل مع أحداث العنف التي تحدث داخل الجامعات من قبل الطلبة أو أعضاء هيئات التدريس، وعدم استخدامهم لها غير مقبول بالمرة». وأمرت نيابة أمن الدولة العليا أمس بحبس رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية عضو جماعة «الإخوان» حاتم خاطر 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات معه لاتهامه ب «التحريض على ممارسة العنف». وجاء التحقيق مع خاطر على ضوء التحريات الأمنية التي تلقتها نيابة أمن الدولة العليا وأفادت ب «ضلوعه بطريق الاشتراك في أعمال العنف التي تشهدها البلاد ويمارسها تنظيم الإخوان». وأسندت النيابة في تحقيقاتها إلى المتهم تهم «التحريض على العنف والانضمام إلى جماعة مؤسسة على خلاف أحكام القانون الغرض منها تعطيل مؤسسات الدولة عن تأدية عملها والاعتداء على الحريات الشخصية والوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وكان الإرهاب أحد وسائلها لتنفيذ أغراضها». وخاطر أحد مؤسسي مشروعي «بنك الطعام» و «بنك الشفاء» لمساعدة الفقراء، وأسس عقب الثورة مؤسسة «تروس مصر للتنمية»، وعينه الرئيس المعزول رئيساً للاتحاد في نيسان (أبريل) الماضي. وكان خاطر أرسل إلى الحكومة الشهر الماضي موافقة الاتحاد النهائية على حل الجمعية الأهلية التي أشهرتها جماعة «الإخوان». وقال إن «القرار تم اتخاذه بإجماع الآراء بعد أن أكدت الأوراق أنه تم إشهار الجمعية في ظروف غامضة خلال 48 ساعة فقط، ما يثير شبهات كثيرة حول الجهات التي وافقت على إشهارها». أما في سيناء، فقتل جندي في الجيش أمس بهجوم على نقطة تفتيش في منطقة تمادة في القطاع الاوسط من سيناء، وفر المسلحون هاربين بعد الهجوم. وقالت مصادر طبية ان «الجندي قتل برصاصة في الرأس وانه نقل الى مبرد مستشفى السويس». وذكر شهود وسكان في مدينة الشيخ زويد أن حملات أمنية استهدفت مناطق محيطة بقرية ولي لافي لإزالة عشش وجرف زراعات وتوقيف مشتبه بهم ومطلوبين على خلفية استهداف مسلحين مجهولين حافلات تقل عناصر من قوات الأمن خلال سيرها على الطريق الدولي العريش - رفح عند مدينة الشيخ زويد. ولم يتسن الحصول على مزيد من التفاصيل لاستمرار انقطاع خدمة الاتصالات والانترنت في الشيخ زويد ورفح. وذكر مصدر أمني أن حملة أمنية دهمت مساء أول من أمس منطقة ولي لافي المتاخمة لبلدة سادوت التي شهدت استهداف مسلحين مجهولين حافلة كانت تقل قوات من الجيش وقتلهم اثنين وجرح خمسة «وأزالت الزراعات والعشش بطول 500 متر وعمق 150 متراً». وأضاف أن «عدداً كبيراً من المشتبه بهم أوقفوا خلال الحملة التي استمرت بضع ساعات وتفحص الجهات المعنية ملفاتهم لتوقيف المطلوبين منهم».