رغم مسارعة قياديين في جماعة «الإخوان المسلمين» إلى إدانة الاعتداء المسلح على كنيسة في القاهرة خلال حفل زفاف والذي أسقط أربعة قتلى و17 جريحاً، إلا أن أصابع الاتهام اتجهت إلى أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي الذين استهدفوا الأقباط بأشكال مختلفة منذ عزله مطلع تموز (يوليو) الماضي. وأحرق مسلحون عشرات الكنائس ومنازل الأقباط منذ عزل مرسي، خصوصاً في صعيد مصر. وبلغت الاعتداءات ذروتها بعد فض قوات الشرطة اعتصامي أنصار مرسي منتصف آب (أغسطس) الماضي. وتستهدف مسيرات «الإخوان» بانتظام الكنائس بكتابة شعارات معادية للأقباط على جدرانها وبالهتافات. وقالت تقارير حقوقية إن 40 كنيسة تعرضت في 14 آب (أغسطس) الماضي للحرق أو النهب أو التدمير. وشهدت محافظة المنيا وحدها في هذا اليوم إحراق 21 مقراً تابعاً للكنيسة القبطية، بينها كنائس وأديرة. وحمل القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده جماعة «الإخوان» مسؤولية «توفير الغطاء الشرعي والسياسي للمسلحين»، متوقعاً زيادة حدة استهداف الأقباط ومنشآتهم خلال الفترة المقبلة. وأوضح ل «الحياة» أن «هناك مجموعتين مسلحتين تعملان على الأرض في مصر وتنتهجان فكر تنظيم القاعدة: الأولى هي أنصار بيت المقدس التي تستهدف الجيش والشرطة وتستخدم التفجيرات وتعمل في سيناء وظهيرها (مدن قناة السويس والشرقية)، وهي بالأساس مجموعة غزاوية أسس الفارون من السجون المصرية عقب الثورة من أعضاء تنظيم جند الله فرعاً لها في سيناء، وانضمت إليهم أجيال جديدة وعدد من الأصوليين في الخارج تم تدريبهم وتمويلهم على نطاق واسع». وأضاف أن المجموعة الأخرى هي «كتائب الفرقان» التي تتكون من «مجموعات من الشباب تلقوا تدريبات عالية المستوى، وهي تعمل في القاهرة ودلتا النيل وتختار العمليات التي توجع الحكومة وتثير القلق، ومن الممكن أن تكون هي التي استهدفت الأقباط لإيصال رسائل عدة، بينها إحراج الحكومة دولياً كونها غير قادرة على حمايتهم، وإبلاغ الأقباط بأن خيار البابا بدعم خريطة الطريق عرض حياتهم للخطر وأنهم لن يطمئنوا حتى يعود الرئيس المعزول وأن أمنهم مرتبط بأمن الإسلاميين». ورأى أنه «بعدما باتت الأهداف الكبرى صعبة الاستهداف بسبب تأمينها، بات الأقباط والسياحة من أضعف النقاط التي يمكن استهدافها»، متوقعاً أن يكونا «هدفي المرحلة المقبلة كلما حصل ضغط على الإخوان». أما وكيل جهاز أمن الدولة السابق اللواء فؤاد علام فيري أن استهداف الأقباط يأتي ضمن «محاولات لاستهداف الدولة». وقال ل «الحياة»: «هم (مرتكبو الاعتداء) يستهدفون عملية تدمير للدولة بالكامل، وأي عمل يعمق الفتنة يقومون به». ويتفق الناشط القبطي عضو «ائتلاف شباب ماسبيرو» عماد خليل مع ما طرحه علام، مشيراً إلى أنه «عقب تضيق الخناق على الإرهابيين في سيناء تنقلوا إلى المحافظات الأخرى، والهدف من استهداف الأقباط هو زرع الفتنة وصولاً إلى نشوب حرب طائفية». وقال ل «الحياة»: «نعلم جيداً الهدف مما يجري... لا نخشى الموت، ولن نمكنهم من الوصول إلى هدفهم مهما حصل».