تجمع عشرات المتطوعين خلال اليومين الماضيين، لتنظيف كورنيش محافظة القطيف، بإزالة المخلفات التي تركها زوار الكورنيش ومرتادوه خلال إجازة عيد الأضحى. فيما طالبوا بضرورة «رفع الحس الاجتماعي، وأهمية المحافظة على الأماكن العامة ونظافتها، والتخلص من النمط القديم في الترفيه الذي يعتمد على عمال النظافة في إزالة المخلفات». وكان نحو 40 شاباً بادروا إلى تدشين هذه الحملة، بعد حملات «الاستنكار الواسعة» التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، التي أبدت استياءها من «التعامل السلبي» لمرتادي الكورنيش، من خلال ترك المخلفات الورقية وبقايا الأطعمة والعلب الفارغة على المسطحات الخضراء، من دون الاكتراث بنظافة المكان، أو مراعاة المرتادين الآخرين، الذين يأتون في أوقات متفرقة. وشملت الحملة إزالة المخلفات ووضعها في مواقعها الصحيحة. فيما تم توزيع 500 كيس نفايات على مرتادي الكورنيش، بهدف «إلزامهم بوضع المخلفات والنفايات في هذه الأكياس على أقل تقدير، ومساعدة المتطوعين وعمال النظافة في التخلص من النفايات بسهولة». وذكر عقيل القديحي، أنه تفاجأ ب «حجم الأوساخ والمخلفات على المسطحات الخضراء في الكورنيش»، قائلاً: «قمت بتغيير موقع الكورنيش نهائياً، بعد أن كنت أعتزم تناول الإفطار فيه برفقة عائلتي، إلا أن الوضع لم يكن مشجعاً مع انتشار الروائح الكريهة والمزعجة، والنفايات التي يخلّفّها أصحابها من دون أدنى مسؤولية، أو احترام لبقية المرتادين». وأردف «شاهدت في وقت آخر، جهود هؤلاء الشبان، وهم يقومون بتوزيع الأكياس البلاستيكية، وإزالة المخلفات التي تركها الزوار في أوقات متفرقة. وكان المنظر محفزاً على المشاركة معهم في هذا الجهد الاجتماعي والوطني». فيما أبدى محمد الثنيان، ارتياحه لهذه الحملة، مشيداً بجهود الشبان التطوعية لإزالة الأوساخ والمخلفات. وقال: «إن الكورنيش هو المتنفس الوحيد لأهالي المنطقة، فمتى ما انعدم الإحساس بالمسؤولية؛ سيصبح هذا المكان مهجوراً، ومكاناً لتجمع الأمراض والأوبئة». وأضاف أن «ما قام به هؤلاء الشبان نابع من إحساسهم بالمسؤولية. وأتمنى أن تكون هذه المبادرة فعالة في تشجيع جميع شرائح المجتمع، وليست مقصورة على هذا المكان، بل تشمل جميع الأمكنة والمحال العامة». إلى ذلك، تستعد جمعية «محبي أصدقاء البيئة» (سيف) التابعة لسكن «أرامكو السعودية» في الظهران، إلى جانب لجان تطوعية في محافظة القطيف، للمشاركة في «أكبر» حملة تطوعية لحماية وتنظيف ما تبقى من أشجار المنغروف في جزيرة تاروت، وتحديداً في المنطقة الفاصلة بين سنابس والزور. ووجهت الجمعية دعوتها لجميع أطياف المجتمع، للمشاركة في هذه الحملة التي ستكون يوم الجمعة المقبل 25 كانون الأول (أكتوبر). وتأتي هذه الحملة امتداداً لحملات سابقة، كان آخرها الحملة التي أقيمت قبل نحو 10 أيام، وشاركت فيها جهات تطوعية إلى جانب شبان متطوعين، في إزالة وتنظيف ما تبقى من أشجار المنغروف، بعد قيام شاحنات «مجهولة»، بدفن أجزاء من هذه الغابة، ما أثار حفيظة عدد من الناشطين والمتطوعين، ودفعهم للقيام بهذه الحملات والتجمعات.