يتزايد ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض والمحيطات في شكل مطرد وملموس، والاحتمال أن تكون النشاطات البشرية سبب ارتفاع درجة الحرارة لتبلغ 95 في المئة أو أكثر. ونشرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ «آي بي بي سي»، وهي الهيئة الرئيسة في العالم التي تدرس هذا الحقل، هذه النتائج في ستوكهولم. وأكد الرئيس المشارك في اللجنة كين داهي، الذي أعد التقرير، أن اللجنة التي استمدت معلوماتها من ملايين الأرصاد العلمية من خطوط متعددة من الأدلة المستقلة، وجدت أن «الغلاف الجوي والمحيطات ازدادت سخونة، وكمية الثلج والجليد تضاءلت، ومستويات سطح مياه البحر ارتفعت، وتركيزات غازات الاحتباس الحراري ازدادت». وصادق عدد كبير من الخبراء المعنيين من 195 دولة عضواً في اللجنة على النتائج، وحدّثوا تقريرها الأخير الصادر قبل ست سنوات. وأشارت اللجنة في بيان صحافي إلى أن «ارتفاع درجات الحرارة في النظام المناخي لا لبس فيه»، متوقعة «ارتفاع درجات الحرارة السطحية العالمية بحلول نهاية القرن ال21 درجتين مئويتين مقارنة بعام 1900». وأوضح الرئيس المشارك توماس ستوكر، الذي يمثل «جامعة برن» في سويسرا أن «من المرجح جداً حدوث موجات الحرارة في شكل متكرر أكثر ولوقت أطول، ومع ارتفاع درجة حرارة الأرض، نتوقع أن نرى مناطق رطبة حالياً تتلقى المزيد من الأمطار، ومناطق جافة تتلقى كمية أمطار أقل، ولكن ستُسجّل استثناءات». ولفت إلى أن «الحد من تغير المناخ وآثاره سيتطلب تخفيضات كبيرة ومستدامة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن النشاطات البشرية». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد أخيراً، رداً على نتائج اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن «العمل الذي يقوم به البشر فقط يمكنه إنقاذ العالم من أسوأ تأثيراته، وهذه هي القضية التي تتطلب المزيد من التعاون والشراكة والديبلوماسية الملتزمة». وقال رئيس جزر مارشال كريستوفر لويك إن «الحاجة لم تكن أبداً أشد إلحاحاً من الآن للحنكة السياسية»، في حين كان الرئيس الأميركي باراك اوباما أصدر خطة عمل جديدة في شأن تغير المناخ في حزيران (يونيو) الماضي، تلزم الولاياتالمتحدة بمجموعة من الإجراءات المحلية لاعتماد اقتصاد الطاقة النظيفة. وأضاف كيري: «سنعمل مع شركائنا في العالم من خلال اتخاذ إجراءات طموحة للحد من الانبعاثات، وتحويل اقتصاد طاقتنا، ومساعدة الناس الأكثر تعرضاً لأخطار تأثير تغير المناخ». ورفض الرأي القائل بأن تقرير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وأجندة تغير المناخ يمكن أن يكونا مستندين إلى أسباب سياسية. وكثيراً ما كان الجدل السياسي الأميركي حول تغير المناخ يغرق في المناظرات حول صلاحية العلم وتسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في ارتفاع درجات الحرارة. وفي الأشهر الماضي، أكد اوباما وكيري وكبار المسؤولين المعنيين بشؤون الطاقة في الولاياتالمتحدة أن تلك المناظرات أصبحت من الماضي. وكان وزير الطاقة الأميركي أرنست مونيز أوضح أنه ليس مهتماً بمناقشة ما هو غير قابل للنقاش، مؤكداً موافقته على ما يُعتبر مجموعة ضخمة من المعطيات العلمية حول تأكيد تغير المناخ ودور النشاط البشري في هذا الاتجاه. وارتفعت درجات حرارة سطح الأرض على نحو متزايد خلال العقود الثلاثة الماضية، كما خسرت الطبقات الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي حجم كتلتها، وتقلصت الأنهار الجليدية في كل أنحاء العالم تقريباً، كما تجاوز معدل ارتفاع مستوى مياه سطح البحر خلال السنوات ال150 الماضية المعدل الوسطي لارتفاعه المسّجل خلال الألفي سنة السابقة.