رغم وجوده في المشاعر المقدسة، وأدائه فريضة الحج للمرة الثالثة، وما يحوي عقله من علم فقهي واسع، إلا أن قضية الحكم الشرعي للحبر الدائم لسبعة أيام، والذي استخدمته الحكومة الماليزية في انتخاباتها العامة منذ نحو أربعة أشهر، لا ينفك من ملاحقة ذهن مفتي ولاية كوالالمبور (عاصمة ماليزيا)، داتو وان زاهدي. نازلة فقهية غريبة من نوعها، تكمن في حبر تستخدمه الحكومة الماليزية في انتخاباتها العامة، إذ يبقى لون الحبر في أصابع المرشِّحين، طيلة أسبوع كامل، لكي تتحول أصواتهم الانتخابية إلى بصمات، تمنع أساليب التحايل وتحفظ نزاهة النتائج، طريقة تبدو غريبة من نوعها في القرن 21، الذي تطورت فيه التقنية بشكل هائل. زاهدي البالغ من العمر 70 عاماً، العضو في المجلس الوطني للإفتاء في ماليزيا، يقول إن فترة طويلة من الزمن، تباحثنا فيها شأن جواز من حرمة حكم استخدام الحبر لدى المنتخبين، إذ إن شرطين أساسيين يجب أن يتوفرا في الحبر للحكم بجوازه، وهما ألا تستخدم فيه مادة نجسة، ولا يعزل الإصبع عن الماء، ليصح الوضوء، وبعد تأكد المجلس الوطني للإفتاء بوجود الشرطين أفتى بجوازه. تعلم زاهدي أصول الفقه في جامعة الأزهر الشريف في القاهرة، ليعود بعدها إلى ماليزيا ملتحقاً بوزارة التربية والتعليم، ولم يمض فيها أعواماً عدة لينتقل إلى الجامعة الوطنية بكلية الدراسات الإسلامية. يقول زاهدي إن الفتوى أمر خطير جداً، إذ لا يفتي إلا شخص عالم ومتخصص ومدرك، إذ إن الفتوى هي من حق ولي الأمر، وعليه أن يخصص لها من يرى فيه العلم والمقدرة الفقهية، محذراً من الفتاوى التي يبثها أشخاص غير عالمين ومتخصصين، من خلال القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي، فهو يعدها خطراً على الحياة العامة. ويشير زاهدي إلى أن المجلس الوطني للإفتاء في ماليزيا، يتواصل مع دار الإفتاء في السعودية، وغيرها في بلدان العالم الإسلامي بشكل غير مباشر، وذلك من خلال المواقع الإلكترونية الرسمية، في حال الحاجة لمعرفة آراء وأقوال العلماء في بعض القضايا الشرعية.