رأى اشرف غاني، مرشح الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في الخامس من نيسان (ابريل) المقبل ان البلاد لا تواجه اخطار الفشل، رغم الحرب واعتمادها على مساعدة اجنبية. وقال: «نواجه مشكلة امنية، لكن الأمن مستتب في 80 في المئة من ارجاء البلاد، ما يشكل قاعدة متينة للاستقرار»، متهماً الصحافة الدولية بترويج سيناريوات متشائمة تتوقع ان تغرق افغانستان في حرب اهلية بعد رحيل قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في 2014. ودعا وزير المال السابق البالغ 64 من العمر حركة «طالبان» التي تحاول بقوة السلاح استعادة السلطة منذ اطاحة نظامها نهاية عام 2001، الى المشاركة في الاقتراع الذي شدد على ضرورة ان يعطي صوتاً للنساء والشبان والمحرومين. ويتطلع غاني الى تحقيق نتيجة افضل من انتخابات عام 2009، حين حلّ رابعاً بنسبة 2.9 في المئة فقط من الأصوات، وقال: «الظروف مختلفة اليوم لأن الرئيس حميد كارزاي خارج المنافسة، كما حصلت عمليات تزوير كثيفة أثرت على نسبة الأصوات التي حصلنا عليها». وزاد: «أعتقد ان الحظ الى جانبي اكثر هذه المرة، وأستطيع الفوز. أما في حال الخسارة فسأتفرغ لتأليف ستة كتب يجب أن انجزها». وفي محاولة لتعزيز حظوظه، اختار غاني شخصية شعبية نسبياً لمنصب نائب الرئيس هي عبد الرشيد دوستم، المتهم بأنه سمح بارتكاب مجزرة في حق مئات من سجناء «طالبان» عام 2001. وقدم دوستم اعتذارات علنية أخيراً، ما اثار شبهات حول النيات الفعلية وراء إعلان ندمه، ولكن غاني اشاد بشجاعة دوستم، معتبراً انه «من النادر في مرحلة ما بعد النزاع ان يقرر شخص مقاطعة الماضي في هذا الشكل مع الماضي. لقد تصرف بمبادرة خاصة منه، وأنا ممتن له على ذلك». وشدد غاني على ان تعاونه مع دوستم «يجسد نموذجاً للمصالحة الوطنية التي تحتاجها أفغانستان المقسمة غالباً بسبب نزاعات محلية، علماً ان السياسة تمثل مجموعة من الضرورات التاريخية». ميدانياً، قتل شرطي افغاني وجرح 3 آخرون في انفجار لغم أرضي لدى تنفيذهم دورية راجلة في منطقة ترينكوت عاصمة ولاية اروزجان (وسط). في الولاياتالمتحدة، قلّد الرئيس الأميركي باراك اوباما وسام الشرف لمحارب سابق في افغانستان يدعى وليام سوينسون، بعد سنوات من الجدل حول ظروف المعركة التي استحق نيل الوسام بسببها بعد اعلان ان ملفه ضاع. وكان قد اعلن في كانون الأول (ديسمبر) 2009 عن منح الكابتن وليام سوينسون (34 سنة) وسام الشرف وهو ارفع وسام في الجيش الأميركي، على شجاعته خلال مكمن في ولاية كونار شرق افغانستان في الثامن من ايلول (سبتمبر) 2009، حين قتل 5 اميركيين و9 جنود افغان اضافة الى مترجم افغاني. وقال اوباما خلال تقليده في البيت الأبيض الكابتن سوينسون وسام الشرف الأرفع في الجيش الأميركي: «رأيناه بلا خوذة واقفاً يعرض نفسه لنيران العدو لحماية جندي أصيب بجروح بالغة». وأضاف: «ساعد في حمل الجندي الجريح حتى المروحية التي نقله اليها. ووسط الضجيج الذي احدثته المروحية، انحنى وطبع قبلة على رأس الجريح. انه ببساطة عمل رحمة ووفاء لرفيق في السلاح». وشهد جوناثان لانداي، الصحافي في جريدة «ماكلاتشي» الذي رافق الجنود، ان سوينسون استدعى دعماً جوياً ومدفعياً عبر جهاز اللاسلكي، بعدما حاصر المسلحون الجنود الأميركيين خلف جدار صخري. ورفض المسؤولون الطلب تنفيذاً لأوامر قضت بتجنب سقوط ضحايا مدنيين، ولم تصل المروحيات الهجومية الا بعد أكثر من ساعة. ويعتقد مؤيدو سوينسون بأن القادة العسكريين حاولوا منعه من نيل الوسام لأنه اشتكى الى المحققين من أن طلبات الجنود المتكررة للحصول على دعم جوي ومدفعي لم تستجب.