561 دقيقة جسدت قصة الجفاء بين مهاجمي المنتخب السعودي والشباك العراقية، تلك القصة انتهت البارحة برأسية المدافع أسامة هوساوي الذي نجح في تسجيل أول هدف للمنتخب السعودي في المرمى العراقي منذ عام 2007. وكان المنتخب السعودي نجح في تصدر مجموعته بالتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا 2015، بعد فوزه على العراق أمس بهدفين من دون رد في العاصمة الأردنية عمان (الأرض المحايدة في ظل تعذر اللعب في العراق). نتائج البارحة وضعت الصين في وصافة المجموعة ذاتها بأربع نقاط فيما حل العراق ثالثاً بثلاث نقاط، لتتذيل إندونيسيا الترتيب. دخل مدرب المنتخب السعودي الإسباني لوبيز المواجهة بتشكيلة مكونة من وليد عبدالله في حراسة المرمى خلف المدافعين منصور الحربي وأسامة هوساوي وكامل الموسى وحسن معاذ، وفي المنتصف تيسير الجاسم وسعود كريري وأحمد عسيري وسالم الدوسري ومازن بصاص، بينما وجد ناصر الشمراني وحيداً في المقدمة. العراق صاحب الأرض «المحايدة» بدأ المباراة في شكل قوي عبر الضغط الباكر، نجم عنه أربع ضربات زاوية في أول دقيقتين من المباراة، ليفك المنتخب السعودي الضغط سريعاً ويتحصل على ركلة ركنية لم ينجح هو الآخر في استغلالها. اللقطات الخطرة بدأت في الدقيقة الخامسة حين وجد يونس محمود نفسه منفرداً في مواجهة الحارس السعودي، قبل أن يوقف حكم المباراة المحاولة بداعي التسلسل. الخطورة العراقية آتت على الأقل شيئاً من أكلها، إذ تحصل المدافع السعودي أسامة هوساوي على البطاقة الصفراء الأولى في المباراة بعد إعاقته ضرغام إسماعيل على مشارف منطقة الخطر السعودية (6). الفرص السعودية الحقيقية لم تأتِ قبل أن ينجح سالم الدوسري في تجاوز الدفاعات العراقية ليصوب كرته باتجاه حارس المرمى الذي نجح في التعامل معها (12)، بعد تلك المحاولة ساد الهدوء والحذر ما تبقى من فصول النصف ساعة الأولى من عمر المباراة، إلا أنها شهدت ارتباكاً واضحاً من الدفاع السعودي على رغم ضعف التهديدات العراقية. يونس محمود نجح في استغلال الارتباك الدفاعي ليواجه الحارس السعودي منفرداً قبل أن يرسل كرة سهلة بجانب القائم الأقصى في واحدة من أخطر الفرص الضائعة في الشوط الأول. ومن خطأ على مشارف منطقة الجزاء أرسل حسن معاذ كرة مخادعة لحارس المرمى قبل أن ترتطم بالعارضة وتعود إلى أسامة هوساوي الذي وضعها في الشباك كهدف سعودي أول (34). حاول بعدها أبناء المدرب العراقي حكيم شاكر العودة إلى المباراة مجدداً من خلال الضغط على الدفاع السعودي ومحاولة تنويع الهجمات، إلا أنهم عجزوا عن خلق فرصة خطرة بفضل تماسك خطوط «الأخضر». وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الأول احتسب الحكم خطأ لأبناء الرافدين كاد محمود يستغله لتعديل النتيجة إلا أن كرته مرت بجانب القائم الأيسر. وفي الدقائق الخمس الأولى من الشوط الثاني فرض المنتخب السعودي أسلوبه فضغط باكراً على العراق، قبل أن يتحصل مازن بصاص على بطاقة صفراء ثانية إثر تعطيله هجمة عراقية مرتدة (50). عاد بعدها الهدوء مجدداً إلى المباراة في الربع ساعة الأول من الشوط الثاني مع أفضلية بسيطة للمنتخب السعودي الذي تكفل له النتيجة مواصلة صدارة المجموعة. مُضي الدقائق وسط التأخر في النتيجة أجبر العراقيين على الضغط لتعديل النتيجة، وهو ما كاد يكلف أبناء الرافدين هدفاً ثانياً بعدما أضاع الشمراني كرة واجه فيها الحارس العراقي (68). وعاد الشمراني مجدداً إلى تهديد الشباك العراقية واستطاع برأسه خطف كرة عرضية عكسها منصور الحربي لكنها اعتلت العارضة العراقية (69). وشهدت الدقيقة 70 أولى التبديلات للمنتخب السعودي بعد أن زجّ لوبيز بالمهاجم فهد المولد بديلاً عن مازن بصاص، رغبة منه في استغلال البطء الدفاعي لأصحاب الأرض. وواصل الدفاع السعودي نجاحاته في نصب مصيدة التسلل للهجوم العراقي بعد أن منعت الراية علاء عبدالزهرة من هدف محقق بعد مواجهته المباشرة لوليد عبدالله (73). وأنقذ وليد الشباك السعودية من قذيفة أرسلها عبدالزهرة من مشارف منطقة الخطر السعودي (76) لتعود مرتدة للمنتخب السعودي ويحوّل ناصر الشمراني عرضية فهد المولد إلى داخل الشباك العراقية هدفاً سعودياً ثانياً (77). وكاد مهدي كامل يسجل هدف العراق الأول إلا أن كرته اعتلت العارضة (81). وفي محاولة منه للمحافظة على التقدم، زج لوبيز بالمدافع ياسر الشهراني بديلاً عن ناصر الشمراني في الوقت الذي نال فيه الحارس السعودي بطاقة صفراء بداعي تضييع الوقت (84). وأهدر المولد هدفاً ثالثاً محققاً بعد مواجهته للحارس العراقي (87)، ليحتسب الحكم بعدها خطأ للمنتخب العراقي نفذه محمود ببراعة إلا أن الحارس السعودي حال بينه وبين تقليص النتيجة (88)، ليدفع لوبيز بورقته الأخيرة ماجد المرشدي بدلاً من تيسير الجاسم في محاولة لاستغلال الوقت المتبقي.