رغم نفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» ما تردد عن اقتراحها إدخال موضوع المحرقة النازية لليهود إلى المناهج الدراسية الفلسطينية، فإن مصادر في وزارة التربية والتعليم أكدت أن مسؤولين في الوكالة أثاروا هذا الموضوع وناقشوه، لكنهم لم يطلبوه رسمياً. وأكد مسؤول رفيع في الوزارة ل «الحياة» أن «أونروا» ملتزمة تدريس المناهج الفلسطينية، لكن مسؤولين فيها اقترحوا على الوزارة البحث في تدريس تاريخ المحرقة. وأشار إلى أن «الوكالة ألقت هذا الاقتراح من أجل إثارة نقاش داخلي في شأنه، لكنها لم تتقدم بطلب رسمي لوضعه قيد التنفيذ». وترى الوكالة، بحسب هذا المسؤول، في تدريس المحرقة للطلاب الفلسطينيين «رسالة إيجابية عن أن مختلف الأمم والشعوب والجماعات تعرضت لعقبات في تاريخها، لكنها كانت تنهض من جديد وتواصل الحياة». وأثار هذا الاقتراح جدلاً واسعاً في الأراضي الفلسطينية، ما جعل «أونروا» تسارع إلى نفي أي مطالبة بتدريس هذا الموضوع في مدارسها. وترى وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن تدريس المحرقة النازية يجب أن يكون في سياق اعتراف فلسطيني - إسرائيلي متبادل بمآسي الطرفين. وقال وكيل مساعد وزارة التربية والتعليم الدكتور جهاد زكارنة إن «الوزارة ترفض إدخال موضوع المحرقة إلى المناهج الفلسطينية، طالما أن إسرائيل تواصل احتلال الأراضي الفلسطينية، وتواصل إنكار النكبة ومسؤوليتها عنها». وأضاف: «عندما تنسحب إسرائيل، يمكننا أن نجلس معاً، ونبحث في أمر تدريس تاريخ كل منا، لكن ما دام الإسرائيليون يحتلوننا وينكرون نكبتنا ومسؤوليتهم عنها، ويعملون على شطب حتى الأسماء العربية للأماكن، فلا يمكننا أن نتحدث عن هذا الأمر». وتابع: «عندما نرى إسرائيل تدرس طلابها عن مجازر دير ياسين وكفر قاسم وغيرها، عندها سندرس طلابنا عن المحرقة. لكن طالما أنها تتجاهل المجازر بحقنا ومآسينا، فلماذا نهتم بمآسي اليهود في التاريخ؟... إذا كان اليهود عانوا في التاريخ، فنحن نعاني في الحاضر، والأولوية هي لرفع المعاناة عمن يعاني اليوم وليس عمن عانى بالأمس». وكانت رئيسة «أونروا» كارين أبو زيد نفت في شدة أن تكون الوكالة تعمل على إدخال المحرقة إلى المناهج التعليمية في المدارس التي تشرف عليها في مخيمات اللجوء في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسورية، وتلتزم تعليم مناهج الدول المضيفة. وأنشئت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في العام 1948 من أجل غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتقديم خدمات تعليمية وصحية واجتماعية متنوعة في مناطق الشتات الرئيسة مثل الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسورية والأردن.