لم يكن الحاج سالم فيصل كيم من جمهورية كوريا الجنوبية أن يتخيل التطور الهائل الذي شاهده في السعودية بعد أن غادرها قبل نحو 50 عاماً تقريباً، وعاد إليها حاجاً هذه السنة، بعدما كان يعمل في إحدى الشركات بمدينة جدة. يقول الحاج الكورى: قدمت إلى السعودية قبل 50 عاماً تقريباً، وتحديداً في عام 1963، وكانت مدينة جدة عبارة عن منازل محدودة ومتقاربة في حي البلد، وكانت الحياة الاقتصادية والمعيشية تتركز في تلك المنطقة، مع وجود عدد محدود من الناس، جميعهم يغلب عليهم الطابع البدوي، بل إن المواصلات لا تشاهد إلا نادراً، ولا يقتنيها إلا الأغنياء فقط. وحول قصة إسلامه، يشير إلى أنه عندما قدم إلى السعودية حينها كان يعتنق النصرانية، وهو الدين السائد لدى عائلته، ثم تعرف على الدين الإسلامي عندما كان يذهب في زيارات عمل إلى بيروت والقاهرة، لكنه لم يفكر حينها أن يدخل هذا الدين، ويشير إلى أنه عند قدومه إلى السعودية وبالتحديد في مدينة جدة، كان كمثل غيره من الأجانب يقومون بتحويل ما يحصلون عليه من مال إلى بلدانهم، وكان ذلك من طريق الصرافين الموجودين في شارع «قابل»، إذ كانت هناك الفكرة الأولى لدخوله الإسلام. ويضيف كنت أذهب إلى عميل لي من الصرافين، وكنت أعرفه جيداً ويتعامل معي بلطف، وهو سليمان الراجحي، وبعد تحويلات عدة قمت بها، أخذ يحدثني الراجحي عن الإسلام، وبعد اقتناعي به وجهني إلى الطريقة التي أعتنق بها الإسلام، وكان ذلك يوم ميلاد جديد في حياتي، فقد تغيرت طريقة حياتي بالكامل، وأصبحت من عشاق الإسلام ودعاته، وعلمت أخيراً بأن سليمان الراجحي أصبح من أشهر ملاك المصارف التجارية في السعودية. ويستطرد كيم: أديت بعد إسلامي فريضة الحج في عام 1969 وكان عدد الناس وقتها قليلاً جداً، لصعوبة الوصول إلى مكةالمكرمة، ولم يكن حينها هناك مؤسسات طوافة بالطريقة التي نشهدها اليوم، بل كان الناس جميعهم مع بعضهم بعضاً يتنقلون بين المشاعر مشياً على الأقدام، وينامون في أي مكان، دون تحديد لمخيمات أو خلافها، مع صعوبة الحصول على الماء والطعام. ويصف الحاج الكوري ما يشاهده في حج هذا العام بالمتغيرات الجذرية في كل شيء، سواء من أعداد الحجاج أم الخدمات الميسرة والمقدمة إليهم، وبيّن أنه يعمل الآن في قناة كورية كمراسل لمنطقة الشرق الأوسط، وتمنى كيم أن يستطيع مقابلة سليمان الراجحي و«تقبيل جبينه» على ما فعله به لإرشاده إلى طريق الصواب. وثمن كيم للندوة العالمية للشباب الإسلامي استضافته لحج هذا العام، واعداً بأنه سيكون خير سفير للإسلام في بلاده، ناقلاً لهم التطور الملاحظ الذي تشهده السعودية ومنطقة المشاعر بصفة خاصة.