عندما نتجول في مدينة كيب بجنوب أفريقيا، فإننا نقوم بزيارة عدد من المراكز والمساجد والمعاهد الإسلامية بها، ومنها الكلية الإسلامية التي يشرف عليها الشيخ علي آدم، وكذلك مركز النور الإسلامي الذي يشرف عليه الشيخ محمد هلال من جمهورية مصر العربية، ومركز فجر الإسلام، الذي يشرف عليه الشيخ سليمان سلامة، ومركز التوحيد الإسلامي الذي يشرف عليه الشيخ عبدالسلام بسيوني، وكان ممن قابلناهم في كيب تاون الشيخ رياض عبدالرحمن ويلز، المسلم الأبيض الذي اعتنق الإسلام قبل عشرين عاما، عندما كان عمره ثمانية عشر عاما، وقصة اعتناقه الإسلام جد رائعة ، سأسردها في المستقبل القريب إن شاء الله، أما قصتنا مع الذين اعتنقوا الإسلام فتحتاج إلى عدة حلقات أيضا، سألخص بعضها في هذه الحلقة، فأول من اعتنق الإسلام كانت امرأة سوداء تعمل في متجر للمسلمين الهنود، فعندما أحضرت لنا الحاجيات التي اشتريناها من المتجر، سألناها إن كانت مسلمة، فقالت لنا بأنها مسيحية، فشرحنا لها الإسلام، فاعتنقت الإسلام، ولله الحمد، فجئنا في اليوم التالي لنزودها ببعض الكتيبات الإسلامية لنفقهها في الدين، وتشرح لها ببساطة تامة كيفية الوضوء والصلاة، فإذا بصاحب المتجر يخرج لنا امرأة أخرى، ويقول لنا أرجوكم اشرحوا لها الإسلام، فلما شرحنا لها الإسلام، قبلته واعتنقت الإسلام ونطقت الشهادتين، ولله الحمد. وبعد يومين اصطحبنا الشيخ سليمان سلامة إلى مركز إسلامي صغير، لا تتجاوز مساحته 200 مترا مربعا، به بعض المسلمين الذين يتعلمون مبادئ الإسلام، وهناك قابلنا عددا من غير المسلمين كان بينهم قسيس، فدعوناهم للإسلام، فقبلوه واعتنقوا الإسلام، وكانت هذه المجموعة تتكون من ستة أشخاص، كانوا يترددون على المركز الإسلامي الصغير دون أن يعتنقوا الإسلام، ولما جئنا لهم وشرحنا لهم الإسلام، كانوا شبه جاهزين لاعتناقه، فأسلموا على أيدينا ولله الحمد. وكان منهم بينهم رئيس بلدية المنطقة الذي كان يمنع إقامة المركز الإسلامي في المنطقة، ولكن بتأليف قلبه، ولأنه اقتنع، بعد أن شاهد أن من يعتنقون الإسلام يتحول سلوكهم من سيئ إلى أحسن، فقد اعتنق الإسلام عن قناعة تامة. وبما أنني سأغادر كيب تاون إلى جوهانسبرج بعد بضع ساعات، ولكي لا أؤخر المقال عن سعادة الأستاذ أحمد بايوسف، الذي يصبر على تأخري بعض الأحيان في إرسال مقالاتي، فإنني أعتذر منه ومن القراء، وأعد الجميع بمقالات تحمل مذكرات جنوب أفريقيا في شهر رمضان إن شاء الله... والله من وراء القصد..ويا أمان الخائفين.