بدل التسلسل غير المنطقي لسؤال الحلقة في الساعات القليلة المؤدية إلى العيد السعيد من الزمن الجميل حين كان «هل تتوقع حالات تسمم وتخمة جراء تناول الضأن والفتة؟»، ثم سؤال الزمن القبيح الذي أصبح «هل تتوقع حالات تحرش جماعي جراء نزول الفتيات للفسحة وخروج الفتية لملاحقتهن؟»، ومنه إلى سؤال زمن «الإخوان» ومفاده «هل تتوقع غياب مظاهر الاحتفال المدني من سينما ورقص وفسحة في ظل حكم الإخوان وحلفائهم السلفيين؟»، وأخيراً سؤال الزمن العجيب وهو «هل تتوقع أن يفسد الإخوان فرحة المصريين في العيد؟». على أحد المواقع الخبرية، قال 85 في المئة من القراء إن «الإخوان» حتماً سيفسدون فرحة المصريين بالعيد، في حين أشارت ال15 في المئة المتبقية إلى أنهم لن يفعلوا، فالمصريون عقدوا العزم على الفرحة بالعيد. لكن للجماعة رأياً آخر، فالعشرات من أنصار «الشرعية والشريعة» الذين تجمعوا في منطقة «الشيخ زايد» عشية العيد هتفوا: «فرحة العيد لما نجيب حق الشهيد»، وإن لم يحددوا هوية الشهيد، إن كان الذي قتلته الجماعة أمام الاتحادية أم زميله الذي تواطأت الجماعة على قتله بالإصرار على اعتصام مزمن معارض للإرادة الشعبية، أم كليهما. أنصار «الشرعية والشريعة» قضوا يوم أمس في تفكير عميق وتكتيك عتيد للخروج بتوليفة معتبرة من طرق تكدير الفرحة وسبل تعكير الاحتفال. البوادر قدمها «ألتراس أهلاوي» ليل أول من أمس لأنصار «الشرعية والشريعة» الذين أهدروا كثيراً من الجهد وأضاعوا كثيراً من الوقت إبان اعتصام «رابعة» الذي صاحبته مسيرات ليلية يومية هدف الكثير منها الوصول إلى مطار القاهرة الدولي للمطالبة بالشرعية والتأكيد على الشريعة ربما جواً. خبر محاولة «ألتراس أهلاوي» اقتحام مطار القاهرة الدولي ليل أول من أمس «لاستقبال» فريق كرة اليد العائد إلى مصر، جعل بعضهم يعتقد للوهلة الأولى أن من اقتحم المطار بالشماريخ والخرطوش هم أنصار «الشرعية والشريعة»، بناء على خبرات الماضي القريب، وحتى بعد ما تأكد الجميع أن «ألتراس» هم المقتحمون لاحت في الأفق العلاقات والتربيطات التي تبدو واضحة في فعاليات «الإخوان» الأخيرة حيث ظهر «ألتراس» في شكل واضح لا تخطئه العين. ولا يسع العين أن تخطئ أو العقل أن يلتبس بمتابعة ماذا فعل صراع الشرعية والإرادة الشعبية بساحات صلاة العيد صباح اليوم، فساحات «مصطفى محمود» التقليدية و «التحرير» الثورية» و «رابعة» و «النهضة» المستجدتان أغلقت لدوع أمنية «إخوانية»، بعدما بات غاية منى وأمل أنصار الجماعة أن يصلي مرسي العيد معهم، وإن لم يتيسر ذلك فالظهر، وإن تعذر، فالعصر على أبعد تقدير. وإلى أن يحين موعد صلاة العصر ليكشف عما تؤول إليه احتفالات المصريين بالعيد وجهود «الإخوان» للتعامل مع هذه الاحتفالات، يجتهد بعضهم في تمضية الوقت إلى حين انتهاء العيد بفرحته ونزهاته وأكلاته وزياراته، فمنهم من يخطط لمسيرات نهارية أملاً في اقتحام التحرير، ومنهم من سينضم إلى تظاهرات مسائية عشماً في نشر أصابع «رابعة» في ليالي العيد رغم أنف المصريين، ومنهم من يبذل جهوداً تحذيرية خوفاً من أن يهنئ أنصار الشرعية إخوانهم المصريين بالعيد، فيقع المحظور وتصفى القلوب وتعم السعادة بالعيد. تحت عنوان: «لا تهنئوهم بالعيد» كتب محب للجماعة مطالباً الإخوة والأخوات بالامتناع تماماً عن تهنئة «الانقلابيين» و «المفوضين» (من فوضوا القوات المسلحة «لمواجهة العنف والإرهاب») بالعيد. كتب على «فايسبوك»: «إذا كان لك قريب في جيش أو شرطة الانقلاب، فقاطعه في هذا العيد على الأقل، وإن كنت أرى وجوب المقاطعة التامة المستمرة، احتراما لآهات هؤلاء المساكين (أهالي من قتلوا في فض اعتصام رابعة)، إياك أن تقول له كل سنة وأنت طيب طالما أن إخوتنا ليسوا طيبين. إن كنت تجهز رسائل المعايدة الآن، إياك أن ترسلها لأولئك». وهناك من أنصار «الشرعية والشريعة» من سيخرج في العيد إلى الحدائق وأماكن النزهة التقليدية لعموم المصريين، ولكنه خروج بهدف تجييش الشعب وحشده للتصويت ب «لا» على الدستور الجاري تعديله حالياً. ورغم تأكيدات «إخوانية» على عدم المشاركة في أي استفتاءات أو انتخابات تجري في ظل رئيس غير محمد مرسي، إلا أن حملة «لا للدستور» هدفها إقناع المصريين من «الانقلابيين» و «المفوضين» و «القتلة وسفاكي الدماء» بالتصويت ب «لا» على دستورهم «الانقلابي». أما دعاء العيد في العرف «الإخواني» فهو: «اللهم املأ على القتلة والمفوضين والمؤيدين (للقوات المسلحة) قلوبهم ناراً وغماً ولا تقر لهم عيناً ولا ترح لهم بالاً ولا تفرحهم بعزيز لهم يا رب العالمين»، وهو الدعاء الذي يتحول لدى المصريين إلى «اللهم احفظ مصر واجعلها في أمانك وإحسانك. اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ومن كل بلاء عافية. اللهم احفظ مصر من كل سوء ومكروه وفتنة. اللهم من أرادها بسوء فاجعل كيده في نحره».