من أعالي جبال العاصمة اليمنية صنعاء، وتحديداً في شمال منطقة همدان، قدم الحاج فياض هزاع إلى الأراضي السعودية للعلاج من مرض عضال يأكل أطراف جسده يومياً دون رحمة في مدينة الملك فهد الطبية في الرياض، لكن بمجرد سماعه أذان الناس بالحج فر من المشفى، وأصبح يسير اليوم بين المشاعر لعل قدميه تشفيان من أرض تمنح زائريها روحاً، وصحة، وديناً للخالق بإتمام الركن الخامس في الإسلام. الحاج فياض هزاع الذي بالكاد دخل ربيعه ال30 من عمره، يؤكد أن أمله الكبير بالشفاء من مرضه الذي أفقده أصابع يديه وقدمه اليسرى. وبيقين لا يخالطه شك، يقول «سيزيل الله عني المرض لأني لبيت نداءه رغم الظروف المالية المتعسرة، تركت أولادي الثلاثة وزوجتي وأتيت للعلاج والعبادة». وعلى مشارف منى يتمنى فياض الأب لحازم ومحمد وابنته ذات العام ريتاج، أن يحجوا العام المقبل، وقد زال مرضه الذي يصارعه عكازه العتيق، مشيراً إلى أن زوجته أرادت المجيء بيد أن الظروف المالية وتأشيرة الحج المكلفة حالتا دون ذلك، ويكتفي برفع يديه إلى السماء ليدعو لزوجته في مشهد حمل معاني التجلي والانكسار. ويوضح فياض الذي قدم إلى السعودية للعلاج بعد أن تكفلت الرياض بعلاجه في مدينة الملك فهد الطبية في شمال العاصمة، أنه قدم إلى مكةالمكرمة قبل 10 أيام، وأن هذه زيارته الثانية للسعودية بعد أن زارها للعلاج قبيل أربعة أشهر، وينتظر فياض جلسة علاجية في الرياض بعد الحج بأيام. ويشير إلى أن الأطباء متفائلون بزوال مرضه، خصوصاً وأن فرص الشفاء كبيرة، موضحاً أن الحج جاء كدواء مساند للتخلص من مرضه الذي لازمه لأكثر من 10 أعوام، «سمعت شيخاً يؤكد أن الحج يزيل الأمراض بأمر الله، ففيه تقرب إلى الله وتضرع». ويضيف: «استغللت وجودي في الأراضي المقدسة لتأدية فريضة الحج التي لم يكن مخططاً لها، ولكن الظروف جاءت مواتية، واغتنمتها لأحج، ولا أملك أي فكرة عن طريقة مبيتي في المشاعر، لأن فكرة حجي جاءت عرضية». وحالت الظروف الاقتصادية السيئة للحاج فياض هزاع في أداء مناسك الحج بطريقة نظامية، خصوصاً وأنه في قريته لا يجد عملاً ولا دخلاً مادياً ليستطيع أن يرتوي، ويقف، ويبيت، ويرمي الجمرات، ويتحلل، ويطوف مودعاً دون قلق من شرعية حجته.