كروس يعتذر لبيدري عن تدخله العنيف    إنقاذ 5 مواطنين تعطل قاربهم في البحر الأحمر    تحديد متطلبات عدم الممانعة لممارسي الأنشطة الإعلامية    الملك وولي العهد يهنئان الرئيس مسعود بزشكيان بفوزه في الانتخابات الإيرانية    سنتخذ القرارات الصعبة سريعاً.. رئيس الوزراء البريطاني: الأولوية للدفاع والأمن    ضبط شخصين بالمدينة لترويجهما 75 ألف قرص إمفيتامين    هيئة العقار تطلق ملتقى الإعلام العقاري    ضبط 16565 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    "صناعة البودكاست بين الفرص والتحديات" في ورشة بهئية الصحافيين بمكة    كم مرحلة تمر على صناعة كسوة الكعبة المشرفة؟    الربيعة: أسقطنا مساعدات بغزة لكسر إغلاق المعابر    أداة ب"يوتيوب" تزيل الموسيقى المحمية    المتاحف الخاصة توثق حياة الأجداد بالحدود الشمالية    "محو الأمية".. التعليم مدى الحياة    المسحل يهنئ "أخضر تحت 19″ بعد التتويج ب"غرب آسيا"    دراسة تؤكّد ارتباط التدخين بالخرف    جمعية أمراض الكبد تعيّن الشقراني رئيساً لقسم الأطفال    سفارة المملكة في تركيا نقل مواطن تعرض لوعكة صحية في طرابزون التركية    أكد إصراره على الترشح.. بايدن: سأنسحب في حالة واحدة    لعدم تكرار سيناريو غاياردو.. بنزيما يختار مدرب الاتحاد القادم    الهجرة النبوية    وفاة اللاعب المصري أحمد رفعت.. بعد معاناة من أزمة قلبية    قصيدة للشاعرة هيا الكثيري «نفح»    الطقس : فرصة هطول أمطار رعدية على نجران وجازان وعسير    "المركزي الروسي" يخفض سعر الروبل مقابل العملات الرئيسية    عقد اجتماعات مجلس الأعمال السعودي الكازاخستاني المشترك .. 29 الجاري    في أول تصريح بعد فوزه بالانتخابات.. الرئيس الإيراني الجديد: سنمد يد الصداقة للجميع    تعرف على تفاصيل نظام التأمينات الجديد    السعودية تجتذب السياح الصينيين    يورو 2024.. فرنسا تفوز على البرتغال وتتأهل لنصف النهائي    "الخلود" يعين "البلوي" مشرفاً عاماً على كرة القدم بالنادي    المجر تلغي محادثات مع وزيرة الخارجية الألمانية    حدائق ومتنزهات الجوف تجذب الزوار مع اعتدال الأجواء بالمنطقة    انتشال 89 جثة لمهاجرين غرق قاربهم قبالة ساحل موريتانيا    تنظم حفل تكريم للأيتام بمشاركة واسعة من المجتمع المحلي    " تذكرة مغترب" في اليوم الثاني من ملتقى الدمام المسرحي    محافظ حفر الباطن يدشن الحملة الصيفية للتوعية ومحو الأميّة    الطائف مقصد السياح وبوصلة الإستثمار    "الأخضر" تحت 19 عاماً يُتوّج بطلاً لبطولة اتحاد غرب آسيا 2024    الرئيس العام يشكر منسوبي الرئاسة العامة المشاركين في موسم الحج    أكثر من 15 ألف مستفيد من برامج "هداية" بالخبر في يونيو    وكيل مُحافظة وادي الدواسر يٌكرّم الكشافة المشاركين في خدمة الحجاج    كشافة المملكة يبهرون المشاركين بشغفهم بالعلوم والتكنولوجيا    اصدقاء البيئة والجمعية السعودية للإعاقة السمعية توقعان إتفاقية تعاون مشتركة    «الأرصاد» تنبه من أتربة مُثارة على أجزاء من الرياض    النائب العامّ يبحث تعزيز التعاون القانوني مع الصين    نائب أمير منطقة الجوف يعزّي محافظ صوير في وفاة والده    أمر ملكي: للوزير رفع طلب تحديد من يحلّ محلّه من نوابه.. والاتفاق معه على الصلاحيات    «الأحوال المدنية»: أمرٌ سامٍ بمنح الجنسية السعودية ل«محمد العنزي»    طريقة عمل الدجاج المشوي بصلصة الباربكيو والمشمش    الذهب يلمع والنفط بأعلى مستوياته منذ أبريل    أمير القصيم يبارك حصول جميعة الإسكان الأهلية بالقصيم على جائزة الأمير محمد بن فهد    محافظ بيش يتابع تحسين المشهد الحضري لطريق الملك عبدالعزيز    الفجوة التربوية المبكرة    خبير طبي يكشف الحقيقة:المرأة أكثر عمقاً وبطئاً من الرجل في النوم !    محافظ بيش يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية الفرعية بالمحافظة    العُلا.. الأسرار والعجائب    أمير تبوك يواسي شيخ قبيلة العميرات في وفاة شقيقه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطلاب السوريّون لا يجذبون زملاءهم الألمان
نشر في الحياة يوم 14 - 10 - 2013

يتبنّى غالبية الألمان رأياً يزداد بمرور الزمن تعقيداً وتركيباً بخصوص ما يجري في سورية منذ عامين ونصف العام. معظمهم يجمع على توصيف النظام باللاشرعي والمجرم، إلاّ أنهم يجمعون أيضاً على افتقاد بديل أفضل. تعود هذه الرؤية إلى أسباب لا يمكن اختزالها بالحديث عن مؤامرة إعلامية تحاك ضد الثورة السورية منذ انطلاقها. قد تكون تداعيات حربي العراق وأفغانستان من الأسباب الرئيسة التي دفعت الأوروبيين إلى التأني في التفكير بإسقاط نظام ديكتاتوري جديد. علاوة على ذلك يلمس المتابع لدى الألمان انعداماً تاماً بالثقة بأهليّة المعارضين السّياسيين والثوار المقاتلين كرّسه غياب النشاط الإعلامي والاجتماعي للشباب السوري في الوسط الألماني. ويبرر الشباب السّوري في ألمانيا هذا الغياب بانشغاله بالعمل الإغاثي، بيد أنّ هذا التبرير لا يكاد يقنع أصحابه الذين يلتقون يومياً بزملاء لهم ألمان على مقاعد الدراسة أو في العمل حيث تتاح الفرصة لنشر ما يؤمنون به وما قامت ثورتهم من أجله. ولا تبدو المهمة بالسهولة التي يتصوّرها البعض، إذ يعلن كثرٌ من الشباب يأسهم سريعاً من إقناع أصدقائهم الألمان بوجهة نظرهم فيطلقون عبارات من قبيل : «لا يمكنهم تصوّر ما يعانيه شعبنا، لا نريد إضاعة المزيد من الوقت معهم، الأولى بنا دعم أهلنا بالداخل « او « لا توجّع قلبك، أصلاً الألمان ما بيجيبوا تبرعات متل أخوتنا العرب». بهذه الخفة استمر التعامل مع موضوع استقطاب الرأي العام في ألمانيا الى ان جاءت الصدمة بعد ضرب النظام الغوطة الشرقية بالسلاح الكيماوي؛ وقفت الغالبية الساحقة من الشعوب الغربية وبينهم الألمان ضد اي تدخل عسكري في سورية لمعاقبة النظام، وبالتالي لا ضغط شعبياً على الحكومات يدفعها الى التفكير بشكل جدي بدعم الثورة للقضاء على النظام.
ووفق احصائية اجرتها مجلة «شترن» الألمانية بعد الهجوم الذي نفذه النظام بالأسلحة الكيميائية، لا يزال ثلثا الألمان يرفضون تدخلا عسكرياً في سورية. فضلاً عن ذلك يُعتبر رفض التدخل العسكري في سورية من المواقف النادرة التي يتفق حولها كل أحزاب ألمانيا من أقصى اليمين الى أقصى اليسار. وتدفع هذا المواقف والأرقام إلى التأني في إطلاق أحكام تطاول أخلاق شعوب وقيمها بالكامل، كما تجبرنا على الاعتراف بفشلنا في التوجه إلى الإنسان الغربي ومخاطبة عقله والإجابة عن أسئلته.
يهرب الشباب السوري من مواجهة فشله في هذا السياق تارةً بإلقاء اللوم على الإعلام المصاب بفوبيا الإسلام و تارةً أخرى بإيلاء الرأي العام في ألمانيا مرتبة أدنى على سلّم الأولويات. لكن، ماذا فعل هؤلاء لمواجهة الإسلاموفوبيا المتفشيّة في الغرب؟ كيف واجهوا الادعاءات بالخوف على مصير الأقليّات في المنطقة؟ لا شيء يذكر على هذا الصعيد الاّ بضعة كليشيهات عن الأخوّة بين المسلمين والمسيحيين والتقارب بين الأديان السماوية والاستدلال بالتعايش منذ أكثر من ألف عام بين الأديان في سورية. أمّا بالنسبة للألمان فتبقى صور وفيديوات قطع الرؤوس وإعلان الجهاد والتكفير أكثر صدماً وتأثيراً من كل الكلام المذكور. والغالب أنّ أقصى ما يناله الألمان من السوريين المغتربين بعد النقاش في هذه المسائل تنديد خجول بعد محاولات غير مقنعة للإنكار أو التبرير.
وليس من المبالغة القول إن أصل مشكلة التواصل مع الجانب الألماني يرجع الى قلة الاندماج ومخاطبة عقل الإنسان الأوروبي بلغة لا يفهمها. الى ذلك، تقتصر الدعوات الموجهة الى الألمان على المشاركة في إفطارات او حفلات الدعم الخيري للثورة، وتغيب اي محاولة لمشاركتهم بأعيادهم او احتفالاتهم التقليدية. قد لا تعني مثل هذه المناسبات الشيء الكثير للشباب السوري، خصوصاً في الوقت الذي يعاني فيه بلدهم أحوالاً صعبة، إلا انها تعني الكثير للألمان وتشكّل فرصة للسوريين لتشكيل لوبي للثورة يخترق المجتمع الألماني ويدفعه الى إعادة النظر في آرائه تجاهها.
والجدير بالملاحظة أن الركود السياسي الملازم للثورة السوريّة على امتداد الأشهر الأخيرة اثبط همم الشباب السوري المغترب في مواكبة الأحداث وإيصال الصورة الحقيقية الى المجتمعات المضيفة. فاتح (26 سنة) شاب سوري مقيم في ألمانيا يقول في هذا السياق: «الشباب تعبوا. كل منهم يفكّر بإيصال ما تيسّر الى عائلته في سوريا او في دول الجوار. أمّا نقاشاتهم الأسبوعية حول السياسة والعمل الإعلامي فتحوّلت الى جلسات اجتماعية لأكل الفول والحمّص ولعب الورق وتدخين الأركيلة».
وإنصافاً لهم، لا تخلو نشاطات الشباب في ألمانيا من نقاط مضيئة، كتنظيم تنسيقيّة الراين - رور حفلاً في الربيع الماضي عزف فيه أطفال من الأوركسترا في مدينة دورتموند تضامناً مع أطفال سورية، إلاّ أن هذه الأعمال تبقى غير كافية بموازاة ما ينشر عن الثورة في وسائل الإعلام الغربية وما يجهد النظام لإشاعته عنها منذ الأسابيع الأولى لانطلاقها.
ولئن فرضت الجرائم الدموية التي يرتكبها النظام يومياً حالة عاطفية غير مسبوقة لدى السوريين في الخارج، انعكس هذا الأمر بشكل سلبي على الخطاب الموجّه للألمان والتظاهرات الداعمة للثورة في ألمانيا. فخلال غالبية التظاهرات الداعمة للثورة في ألمانيا طغت هتافات صاخبة باللغة العربية ورثائيات تنفّر كل من يستمع إليها. وهكذا يتجمّع حول كل تظاهرة عدد قليل من الألمان، ثم يذهبون إلى بيوتهم بانطباعات مختلفة. كريستينا (27 سنة) تتكلّم عن حضورها لتظاهرة العام الماضي في فرانكفورت، تقول: «غالبية الهتافات كانت بالعربية وتخلّلها هتافان او ثلاثة بالألمانية. لفت انتباهي ترديد كلمة (الله) مرات عدّة ولم أعرف السبب. وأعجبني الحضور النسائي».
قبل بضعة أسابيع، مباشرةً بعد ارتكاب النظام المجزرة المروّعة بالأسلحة الكيميائية، خرج متظاهرون في برلين للتنديد بالمجزرة، أحّدهم قبض على الميكروفون وراح يصرخ ويشتم باللغة العربية في كل اتجاه، ثم ينادي بأعلى صوته: «الله أكبر». لم يفهم معظم المارّة ما القضية، ولا تعاطفوا مع صاحبها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.