فازت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تشرف على تدمير ترسانة الأسلحة السورية بجائزة نوبل للسلام لعام 2013 عن جهودها الحالية، وعلى مدى الأعوام ال16 الماضية، لتصبح المنظمة الرقم 25 بعد الاتحاد الأوروبي بين الفائزين ال92 بالجائزة منذ تأسيسها. ويحاول خبراء من المنظمة الدولية، التي تأسست عام 1997 لتطبيق معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، تدمير مخزونات سورية الكبيرة من الأسلحة الكيماوية بعد هجوم بغاز السارين على ضواحي دمشق أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في آب (أغسطس) الماضي. وقال ثوربيورن جاغلاند رئيس اللجنة المانحة للجائزة: «إنها بمثابة تذكير للدول التي لديها مخزونات كبيرة مثل الولاياتالمتحدة وروسيا لتتخلص من مخزوناتها خصوصاً أنها تطلب من دول أخرى مثل سورية أن تفعل ذلك، أن أمامنا فرصة الآن للتخلص من نوع كامل من أسلحة الدمار الشامل. وسيكون تحقيق ذلك حدثاً عظيماً في التاريخ». وقال المدير العام للمنظمة أحمد أوزومجو آمل «أن تساعد الجائزة في إقناع الدول المتحفظة حتى الآن عن حظر تلك الاسلحة». واضاف، في حديث الى قناة «ان ار كاي» للتلفزيون النروجي: «اعلم ان الجائزة ستساعدنا في الشهور المقبلة على ترقية الطابع العالمي لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية الموقعة عام 1993 التي لا تزال بعض الدول ترفض توقيعها». ويتولى أوزومجو، الديبلوماسي التركي الخبير في مجال نزع السلاح، منصب مدير المنظمة منذ 2010. وكان سفيراً في فيينا ثم في إسرائيل، ومثل الوفد التركي أيضاً لدى حلف شمال الأطلسي. وتصل قيمة الجائزة إلى 1.25 مليون دولار وستسلمها المنظمة في أوسلو في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) في ذكرى وفاة العالم السويدي الفريد نوبل مؤسس الجوائز التي تحمل اسمه، كما ورد في وصيته عام 1895. وأشرفت المنظمة بين 1997 و2013 على تدمير 81 في المئة من المخزونات العالمية المعلنة لعناصر كيماوية وأكثر من 57 في المئة من الذخائر والحاويات الكيماوية المستهدفة بالمعاهدة. وعملت المنظمة فترة طويلة بعيداً عن الأضواء ودمرت أكثر من 57 ألف طن من أسلحة الدمار الشامل في العراق وليبيا وروسيا والولاياتالمتحدة. ولا تتجاوز موازنتها مئة مليون دولار ويعمل فيها حوالى 500 شخص، غالبيتهم في مناطق محفوفة بالأخطار وبعيداً عن الأضواء. وكان الناطق باسم المنظمة مايكل لوهان أكد أخيراً أن عملها «موضوع استغرق سنوات وسنوات من الصبر الديبلوماسي، إننا نثابر على العمل من دون ضجيج. إنه عمل تدميري بطيء سيحصل على ما يستحق من تقدير بمرور الوقت كما نأمل». وتشرف المنظمة من مبناها ومختبراتها في لاهاي، على تطبيق اتفاق حظر الأسلحة الكيماوية الموقعة في 13 كانون الثاني (يناير) 1993 في باريس ودخلت حيز التنفيذ في 29 نيسان (أبريل) 1997. ويهدف الاتفاق إلى تنفيذ المنع التام للأسلحة الكيماوية وتدمير الترسانات الموجودة في العالم. وتضم المنظمة في عضويتها 189 بلداً حتى الآن، تمثل 98 في المئة من سكان الكرة الأرضية. ولم توقع أربعة بلدان هي كوريا الشمالية وأنغولا ومصر وجنوب السودان على الاتفاق ولم تصادق عليه. ووقعته إسرائيل وبورما في 1993 لكنهما لم تصدقا عليه بعد. وجاء فوز المنظمة في وجه منافسة من الناشطة الباكستانية الصغيرة المدافعة عن حق المرأة في التعليم ملالا يوسف زي والناشط الكونغولي الطبيب النسائي دنيس مكويج الذي ساعد الآلاف من ضحايا الاغتصاب. وشارك بالفوز بالجائزة، التي تم حجبها 19 مرة، أربعة عرب هم أنور السادات (1974) وياسر عرفات (1994) لدورهما في الاتفاق مع إسرائيل ومحمد البرادعي المدير العام لوكالة الطاقة الذرية (2005) والناشطة اليمنية توكل كرمان (2011).