هاجم مستوطنون أمس مدرسة ثانوية في قرية جالود شمال الضفة الغربية، وحطموا سيارات المدرسين، وأضرموا النار في حقول الزيتون في القرية، في وقت أعلنت السلطات الإسرائيلية امس المصادقة على بناء 58 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدسالمحتلة. وقال معلمو المدرسة ل «الحياة» إن 13 مستوطناً مقنعاً اقتحموا ساحة المدرسة ظهراً، وحطموا كل السيارات، وألقوا الحجارة على المدرسة، ثم أضرموا النار في حقول القرية وغادروا. وأفاد المعلم فوزي الحاج علي: «كنا في الحصة الخامسة عندما أخذت الحجارة تتساقط على الأبواب، نظرت إلى الخارج، فوجدت المستوطنين المقنعين يحطمون زجاج السيارات، فأغلقت أبواب الصف من الداخل حرصاً على التلاميذ». وأضاف: «وبعد أن فرغوا من تحطيم السيارات، غادروا المدرسة وأضرموا النار في الحقول». وتضم المدرسة، وهي مدرسة ثانوية تقع في أطراف القرية، 175 طالباً وطالبة. وقال أهالي القرية إن النيرات أتت على آلاف الدونمات المزروعة بالزيتون. ولم يتمكن المواطنون والإطفائيات من إخماد النيران التي انتشرت في أرجاء المنطقة بسبب الرياح الشديدة. وأقامت إسرائيل ثلاث مستوطنات كبيرة وعدداً من البؤر الاستيطانية على أراضي قرية جالود والقرى المجاورة. وقال أهالي القرية إن المستوطنين يشنون اعتداءات دائمة على المواطنين وعلى الحقول، وإن السلطات الإسرائيلية لم تقم بأي عمل جدي لوقف هذه الاعتداءات. في هذه الأثناء، قررت «لجنة التخطيط والبناء» في بلدية الاحتلال في القدس امس بناء 58 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «بسغات زئيف» في القدسالشرقية وفقاً لما نشره موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت». وأضاف أن هذا القرار وجد معارضة عضو واحد في اللجنة يمثل حركة «ميرتس»، في حين صوّت لمصلحته 4 أعضاء في هذه اللجنة. من جهة أخرى، دعت مجموعات يهودية متطرفة أنصارها إلى اقتحام المسجد الأقصى لمدة أسبوع ابتداء من اليوم إحياء لما يسمى «الصعود إلى الهيكل». ودأبت هذه الجماعات على إقامة مسيرات في القدس العتيقة في مثل هذا الوقت من كل عام إحياء لهذه المناسبة. ويحمل أفراد هذه الجماعات حجراً يقولون إنه الحجر الأساس للهيكل، ويطوفون به شوارع القدس العتيقة مطالبين بإعادة بناء الهيكل في باحات المسجد الأقصى. وكان أحد الحاخامات، ويدعى غرشون سلمون، تسلل إلى المسجد الأقصى عام 1990 بغرض وضع الحجر الأساس لإعادة بناء «الهيكل»، وتصدى له المواطنون فدارت مواجهات واسعة سقط فيها 18 فلسطينياً وأصيب فيها العشرات. وشهد المسجد الأقصى في الأعياد اليهودية هذا العام سلسلة اقتحامات، آخرها أول من امس عندما اقتحم عشرات الجنود والمتديّنين باحات المسجد وقاموا بجولة واسعة شملت أنحاءه. وقال حراس المسجد إن أكثر من 100 جندي وجندية يرتدون الزي العسكري، يرافقهم نحو 30 من رجال الاستخبارات، وعشرات من المتدينين اليهود، اقتحموا باحات المسجد من باب المغاربة، وقاموا بجولة شملت المسجد القبلي المسقوف، والمسجد الأقصى القديم، والمصلى المرواني، ومسجد قبة الصخرة، والساحات الأقصى. وأضاف الحراس أن الجولة التي شارك فيها نحو 50 مجندة هي واحدة من سلسلة جولات تقوم بها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في باحات المسجد، وتطلق عليها اسم «جولات الإرشاد والاستكشاف العسكري»، وتهدف إلى تعريف الجنود بالتاريخ اليهودي للمسجد التي تسعى السلطات الإسرائيلية إلى تقسيمه بين المسلمين واليهود كما فعلت بالحرم الإبراهيمي الشريف.