حول رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم وجهة بطولة كأس الخليج ال22 من البصرة إلى جدة، جاء ذلك في اجتماعهم الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة أمس ونالت خلاله جدة حق استضافة «مونديال الخليج» في ظل عدم جاهزية البصرة من جوانب البنى التحتية والملاعب والخدمات المرافقة، إضافة إلى تجديد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أخيراً لقرار حظر إقامة المباريات الرسمية والودية في الملاعب العراقية كافة. وسرعان ما ردت وزارة الشباب والرياضة العراقية عبر بيان صحافي تضمن مواقف سياسية إلى جوار الرياضية، إذ جاء فيه: «إن قرار الحكومة بالانسحاب من بطولة الخليج لم يكن رد فعل ارتجالي كما يتصوره البعض، وإنما عن دراية للمواقف السلبية التي سجلتها السعودية ضد العراق التي انسحبت حتى على الرياضة، التي لطالما أردناها مجالاً رحباً يترفع على السياسة وحبائلها ويعمق المحبة لاسيما مع أشقائنا العرب». وتابع البيان: «في الوقت الذي كانت ولا تزال تدور فيه دوائر السعودية والآخرين على العراق ورياضته من خلف الكواليس، وتجلى ذلك في شكل واضح بملف الحظر والمغالاة بإبقاء العراق في مرمى القرارات المجحفة والعقوبات القاسية، فإن أبواب العراق على رغم كل ذلك ظلت مشرعة سعياً لإقامة علاقات رياضية هادفة ووثيقة مع الأشقاء العرب عموماً والخليجيين خصوصاً». وأضاف: «تعبر وزارة الشباب والرياضة عن استيائها البالغ لقرار رؤساء الاتحادات الخليجية الذي سلب بموجبه حق استضافة البصرة لبطولة خليجي 22 ونقلها إلى جدة في السعودية، التي دخلت على خط التنافس والوقوف ضد رغبة العراق وجماهيره ورياضييه. إن انسحاب العراق من بطولة كاس الخليج لم يكن الأول في تاريخ هذه البطولة التي وجدت لتقارب شعوب المنطقة وليس تباعدها، فسبق أن انسحب العراق من بطولة عام 1982 في الإمارات وعام 1990 في الكويت لأسباب فنية، إلا أن ما يحز في أنفسنا هو أن يكون هذا الانسحاب قبل بدء البطولة، بعد أن بان واضحاً أن سبب نقل ملف التنظيم من البصرة إلى جدة يبدو بتأثير سياسي وبضغط سعودي كبير كما تشير الوقائع إلى ذلك، وفي الوقت الذي يعلن فيه العراق انسحابه الرسمي من البطولة نود التأكيد على أن العلاقة ستبقى قائمة بين شباب العراق والشباب الخليجي على مختلف الأصعدة». بدوره، كشف ل«الحياة» رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد أن «رئيس اتحاد العراق ناجح حمود لم يعلن أو يقرر الانسحاب رسمياً من البطولة خلال اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم الذي عقد أمس في البحرين، بل كان مقتنعاً بأسباب نقل البطولة من البصرة إلى جدة»، مضيفاً: «الاجتماع كان مثمراً، إذ ركز الجميع على ضرورة استمرارية بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم من خلال الاهتمام بالنواحي التنظيمية والإدارية والفنية والمالية، ما أعطى محافظة جدة أحقية الاستضافة للنسخة ال22 من البطولة خصوصاً أن مدينة البصرة لم تستوفِ الشروط المطلوبة للاستضافة من نواحٍ عدة، إضافة إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يوافق بعد على إقامة البطولات والمباريات الرسمية والودية في العراق، وهذا دليل واضح على أن هناك أسباباً تعيق استضافة البطولة الخليجية». وأوضح عيد أن «السعودية اعتادت على لم الشمل العربي في مختلف الأصعدة، وخصوصاً في الرياضة بمباركة ودعم خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، إضافة إلى دعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب، فهناك ولله الحمد دعم لا محدود من الحكومة لقطاع الرياضة والشباب ولدينا بنية تحتية ومنشآت رياضية كبرى قائمة، وأخرى سترى النور قريباً تساعد في استضافة كبرى البطولات الإقليمية والقارية والدولية»، وزاد: «نشكر رؤساء الاتحادات الخليجية كافة والداعمين لهذه البطولة، وأتمنى أن نكون كاتحاد سعودي خير سفير لحمل لواء هذه البطولة الكبيرة والحفاظ على نجاحها وتحقيق أهدافها، كما نشكر أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل الذي كان داعماً لاستضافة محافظة جدة لبطولة كأس الخليج ال22 ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، والأمير خالد الفيصل أول من وضع الأسس الأولى لهذا الحدث الرياضي الخليجي الكبير، والشكر موصول للأخوة الزملاء أعضاء مجلس إدارة الاتحاد السعودي والجمعية العمومية كافة والأندية الرياضية، وأيضاً للإعلام الرياضي السعودي بمختلف وسائله على وقفته الكبيرة حتى حصلت محافظة جدة على أحقية استضافة كأس الخليج المقبلة، وإن شاء الله نقدم أحدث الفعاليات والأنشطة الرياضية التي تصب لمصلحة أبناء وشباب ورياضيي دول الخليج العربي ورياضة كرة القدم الخليجية».