توفي المخرج الفرنسي باتريس شيرو أحد أبرز المخرجين الأوروبيين منذ أكثر من أربعين سنة في المسرح والسينما والأوبرا، مساء أول من أمس، عن 68 سنة، كما أفاد مقربون منه. ولقي عمله الأخير «إليكترا» للمؤلف الموسيقي ريتشارد شتراوس استحساناً كبيراً في تموز (يوليو) الماضي، في مهرجان «ايكس-ان-بروفانس» للأوبرا (جنوبفرنسا). وقالت اليزابيت تانر مديرة «آرت ميديا» الوكالة الفنية التي كانت ترعى مصالحه: «لقد كان مفعماً بالحيوية حتى اللحظة الأخيرة»، مؤكدة وفاته بسبب مرض عضال. وأشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بشيرو، معتبراً أنه «من أكبر الفنانين الفرنسيين الذين رفعوا رأس فرنسا في العالم». وأعرب مدير أوبرا باريس نيكولا جويل، الذي كان مساعداً لشيرو خلال عمل «رينغ» الشهير لفاغنر في مهرجان «بايروت» عام 1976 عن حزنه الكبير للمصاب الأليم. وقال: «شرفني باستدعائي لأكون مساعده في مهرجان بايروت، ولا أزال احتفظ بذكرى رائعة من هذا التعاون وأنا متأثر جداً بوفاته». وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية أوريلي فيليبيتي: «رحل أحد كبار فنانينا وجزء منا. بنينا أنفسنا مع أفلامه ومسرحياته وعروض الأوبرا التي أخرجها. كان رجلاً رائعاً سخياً راسخاً في موهبته ومبادئه». لقاؤه ببرنار-ماري كولتيس أثّر به كثيراً، فبين عامي 1982 و1990 كرس نفسه للمسرح مع عروض «معركة زنوج وكلاب»، و «في وحدة حقول القطن..» في مسرح «ليزامندييه» في نانتير، كما أخرج مسرحيات لجان جينيه وهاينر موللر. وعلى صعيد الأوبرا اشتهر عالمياً بفضل رباعية «رينغ» في الذكرى المئوية الأولى لمهرجان «بايروت» الألماني عام 1976، وتعاون مع دانييل بارنبويم («فوزيك» في العام 1992 و «تريستان وإيزولت» لفاغنر في 2007) وغيرها. في السينما أخرح عشرة أفلام طويلة، من بينها «لا رين مارغو» (1994) الذي فاز في مهرجان كان عام 1994، ثم ترأس لجنة التحكيم في هذا المهرجان عام 2003. وحاز فيلم «أنتيميتيه» جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2001.