في عالم العطور الشرقية يأتي دهن العود صنواً للبخور، الخشب الماسي كما أسلفت، وعالمه أوسع وأكثر تشعباً من البخور، على رغم انه يعتبر خلاصة البخور كما يفترض. ودهن العود فيه تباين شاسع بين «تولة» تباع بعشرة ريالات، وأخرى بعشرات الألوف من الريالات، و«التولة» هي المقياس المستخدم في بيعه، وهي عبوة زجاجية تقارب الثلاثين مليمتراً، ويباع الدهن بنصف التولة وربع التولة. ويمكن استخدام اي زيت آخر لغش دهن العود، وأشهر الزيوت لذلك وتندر به الكثيرون هو زيت الفرامل، وتعرف ان الدهن مغشوش بهذا الزيت اذا سمعت صوتاً يشبه صوت صرير العجلات عند مسحه على ظاهر يدك. اما اذا كان مغشوشاً بزيت «الكلتش» فستسمع صوت الصفير المتقطع الذي يذكّرك ب«كلتش» سيارة «الماركتو» القديمة، او سيارة «الكريسيدا قير علاقي»، وبقية زيوت السيارات المستخدمة في الغش لا صوت لها، ويمكنك تخمين نوعها من الرائحة واللون اللذين سيصبغان بشرتك او شماغك. ثم يأتي الغش الأرقى مستوى باستخدام زيوت الطعام، فاذا كانت «التولة» تقرمش فهي مغشوشة بزيت القلي، اما اذا كان دهن العود ثقيلاً ويتمايل مثل «الشكشوكة نص استوا» فاعرف انه مغشوش بزيت الطبخ، ولا أستطيع تقديم محددات لمعرفة اذا ما كان الزيت هو زيت الذرة او زيت تباع الشمس. يقول البائعون ان الاصلي غير المغشوش هو الذي لا يترك بقعاً على الشماغ او القماش، ويبدو انها جميعاً تترك اثراً عليه، فإما انها مغشوشة بدرجات متفاوتة، او لان الاقمشة والاشمغة اصبحت معظمها مغشوشة او غير طبيعية، وهؤلاء البائعون يعتمدون على خبراتهم القديمة عن الاقمشة، بعبارة أخرى «خبرهم عتيق». ويقولون ان العود القديم المعتق أفضل، وهنا التقاء بين ثقافتين شرقية وغربية، ليس هذا محل التفصيل فيه، لكن «التعتيق» عموماً دخل حياتنا من اوسع ابوابها فعتقنا البيوت والجدران والاثاث وقريباً ستطرح احدى وكالات السيارات سيارات «معتقة» كصرعة جديدة ربما تنجح مع تراجع «تعتيق» العود. جميع الزيوت سواء كانت دهون العود او المسك او العنبر او الورد يحدث فيها الغش، لكنه اكثر في دهن العود لكثرة تداوله، ولأن لونه القاتم يصعب عملية «كفش» الغش فيه، واجمالاً هناك ثقات في السوق يمكنك الاعتماد على خوفهم على سمعتهم، لكنك لا يمكنك الاعتماد على اسعارهم المرتفعة، لذا فأحسن حل هو ان تقنع اهل بيتك ان زجاجة عطر متوسطة الكلفة اكثر ضماناً وأماناً. طيب الله فالكم [email protected]