تداركت رئاسة الحرمين الشريفين الوقوع في خطأ إرسال دعوة تسليم كسوة الكعبة إلى ما سمته بوكيل كبير السدنة الدكتور صالح الشيبي، عندما بعثت بخطاب آخر إلى كبير السدنة نفسه عبدالقادر الشيبي لحضور مراسم تسليم كسوة الكعبة المشرفة غرة ذي الحجة أول من أمس (الأحد). وسلم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس الكسوة إلى كبير حجاب بيت الله العتيق عبدالقادر الشيبي، بعد أن تم إرسال الدعوة إلى الأخير ظهر السبت الماضي، فيما تم إرسال الدعوة الأساسية إلى وكيل السدنة الدكتور صالح الشيبي والذي رفضه كبير السدنة على اعتبار عدم وجود وكيل له في الأساس. وأوضح كبير السدنة عبدالقادر الشيبي خلال حديثه إلى «الحياة» عدم وجود وكيل له على الاطلاق، معتبراً أن منصب الدكتور صالح الشيبي هو نائب السادن وليس وكيله، أي أنه لايحق له التصرف مطلقاً في حال وجود كبير السدنة على قيد الحياة. وألقى كل من كبير سدنة بيت الله الحرام والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كلمة خاصة بهذه المناسبة، إذ استعرض السديس خلال كلمته تاريخ صناعة كسوة الكعبة المشرفة حتى الوقت الحالي، واهتمام الدولة بها من خلال إنشاء مصنع خاص لصناعتها. وأهدى كل من سادن الكعبة المشرفة والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي هدية تذكارية للآخر بهذه المناسبة، وتم توقيع المحاضر الخاصة بتسليم الكسوة الجديدة التي يتم تركيبها في التاسع من ذي الحجة، على ماجرت به العادة السنوية، فور الانتهاء من مراسم التسليم. ويأتي تسلم سادن الكعبة المشرفة عبدالقادر الشيبي لكسوة الكعبة، بعد نشوب خلاف بينه وبين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، لتتحرك وساطة تهدف إلى رأب الصدع الواقع بين الطرفين، وأوضح الشيبي ل «الحياة» في حين الخلاف أنه لن يتنازل عن الصلاحيات التي منحتها الشريعة الإسلامية لسدنة بيت الله العتيق، وعلى رأسها شأن الكعبة، إلا أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أصدرت بياناً يوضح اللبس الكامن في قضية تغيير قفل الكعبة. وأكدت من خلال البيان الذي أصدرته الإثنين 30 أيلول (سبتمبر) الماضي، أن قضية تغيير قفل الكعبة جاء بناء على طلب كبير السدنة السابق عبدالعزيز الشيبي، الذي أشار فيه إلى انتهاء العمر الافتراضي للقفل، مما يستوجب تغييره.