يصل المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل مساء اليوم الى اسرائيل للقاء عدد من المسؤولين بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، قبل ان ينتقل الى القاهرة للقاء الرئيس حسني مبارك، ثم الى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس. وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض الدكتور صائب عريقات ل «الحياة» ان ميتشل سيواصل مهمته الرامية الى حمل اسرائيل على تجميد الاستيطان، وسيخصص يومي الاحد والاثنين للقاء المسؤولين الاسرائيلين قبل ان ينتقل الى رام الله. وأضاف عريقات انه التقى امس مساعد المبعوث الاميركي ديفيد هيل، وأبلغه بأن الفلسطينيين لا يعتبرون ان هناك حلاً وسطاً للاستيطان، موضحاً: «قلنا للاميركيين ان المؤشر الذي يحكم مواقفنا هو الالتزامات الواردة في خريطة الطريق، وفي مقدمها وقف الاستيطان، بما فيه النمو الطبيعي، وأبلغنا المبعوث الأميركي موقفنا في شأن سلسلة قرارات التوسع الاستيطاني الإسرائيلية الأخيرة وتأثيرها المدمر على فرص استئناف المفاوضات». ونقل عن هيل قوله ان الموقف الاميركي من الاستيطان لم يتغير. ومن المتوقع ان يعمل ميتشل خلال الزيارة على انجاز اتفاق لتجميد موقت للاستيطان يمهد لعقد لقاء قمة بين عباس ونتانياهو والرئيس باراك اوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة قبل نهاية الشهر الجاري، ثم استئناف المفاوضات. يذكر ان اسرائيل تصر على «تعليق» الاستيطان مدة ستة اشهر، في حين تتمسك واشنطن بتجميد مدة عام. من جانبه، ابلغ الرئيس عباس الجانب الاميركي انه سيلتقي نتانياهو فقط في حال وافق على تجميد الاستيطان في شكل كلي. ويقول مسؤولون فلسطينيون ان قرار الحكومة الاسرائيلية الاخير بناء 455 وحدة سكنية والمماطلة في الاعلان عن وقف الاستيطان، أضعفا فرص عقد اللقاء مع نتانياهو. وكان نتانياهو اعلن اول من امس ان حكومته مستعدة لتقديم تنازلات في مقابل السلام لكن من دون ان يتم «استغباؤنا». ومن المقرر ان يزور رئيس الوزراء الاسرائيلي غدا القاهرة حيث يلتقي الرئيس حسني مبارك للبحث في فرص دفع عملية السلام، اضافة الى قضية الجندي الاسرائيلي الاسير غلعاد شاليت. وقال ناطق باسم نتانياهو ان الزعيمين «سيتطرقان الى عملية السلام وقضايا ذات اهتمام مشترك»، في وقت ذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان مبادرة عقد اللقاء جاءت من القاهرة بهدف تحريك المفاوضات المتوقفة منذ نهاية عام 2008، وان اسرائيل تأمل في ان تستخدم مصر نفوذها لدى السلطة لاقناع عباس بالمشاركة في اللقاء الثلاثي في نيويورك.