أحيت الولاياتالمتحدة أمس، الذكرى الثامنة لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، في نشاطات شعبية ورسمية في أنحاء البلاد. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي تقام المناسبة في عهده للمرة الأولى، ضرورة التمسك ب «الحريات التي تشكل أسس» البلاد، متعهداً «عدم التهاون في مطاردة القاعدة» واعتقال مرتكبي الاعتداءات في واشنطنونيويورك، و «حماية الأمن القومي الأميركي وتحقيق العدالة». ومنذ ساعات الصباح الأولى، وقف أوباما وعقيلته وكل أعضاء فريق البيت الأبيض دقيقة صمت إحياء لذكرى الضحايا، ثم توجه الرئيس إلى مقر وزارة الدفاع للمشاركة في وضع أكاليل من الزهور على أضرحة الضحايا ال 184 الذين قتلوا لدى استهداف المبنى بطائرة مخطوفة. وحرص أوباما في كلمته على مواساة الأميركيين وعائلات الضحايا، مؤكداً «ضرورة إلزام أنفسنا مجدداً بالمبادئ التي تأسست عليها بلادنا». وزاد: «ديموقراطيتنا تقوى عندما نتمسك بالحريات والمساواة والعدالة والديموقراطية. فهذه المبادئ تجسّد الوطنية والتضحية التي نحيي ذكراها اليوم». ولم تتضمن الكلمة عبارة «الإرهاب»، اذ وصف الاعتداء ب «الجريمة الشنعاء»، وتعهد «القبض على مرتكبيها» وملاحقة تنظيم «القاعدة» والمتطرفين والعمل بكل ما أوتيت به إدارته لحماية الأمن القومي الأميركي. وقال اوباما: «لن نضعف أبداً في الدفاع عن بلدنا، لن نضعف أبداً في تعقب القاعدة والمتطرفين المتحالفين معها». واضاف «لنجدد هنا تصميمنا على محاربة اولئك الذين ارتكبوا هذا العمل الوحشي والذين يواصلون السعي لإلحاق الاذى بنا». واعرب عن مدى الألم الذي سببته الهجمات بقوله ان «تعاقب الفصول لن يخفف من مشاعر الالم والخسارة التي ولدها ذاك اليوم (...) ولن يكون لمرور الزمن، وللسماء المكفهرة، ان تقلل من معاني هذه اللحظة». وفي نيويورك، حيث استهدفت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي، ألقى جو بايدن نائب الرئيس كلمة قبل الظهر، كما تحدثت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون كونها مثلت نيويورك في مجلس الشيوخ بين عامي 2001 و2009. وتليت خلال مراسم التأبين في نيويورك أسماء الضحايا ال 2751 الذين قتلوا في الاعتداءات. وفي مدينة شانكسفيل (ولاية بنسلفانيا) حيث سقطت الطائرة الثالثة قبل وصولها الى هدفها، شارك وزير الداخلية كين سالازار ووزير الخارجية السابق كولن باول ووزير الأمن الداخلي السابق توم ريدج في مراسم تأبين. وأعلنت الإدارة الأميركية 11 أيلول يوماً للخدمة العامة شهد مشاركة آلاف الأميركيين في تنظيف الحدائق ومساعدة المحتاجين. ولم تخل المراسم من أحداث مثيرة للقلق، إذ أفادت شبكتا «سي أن أن» و «فوكس نيوز» بأن حرس الشواطئ التابع للجيش الأميركي أطلق النار في اتجاه مركب في نهر بوتوماك المحاذي للعاصمة الأميركية والذي يطل عليه «البنتاغون». وأثار الحادث بعض المخاوف من عملية إرهابية، قبل إعلان حرس الشواطئ أن إطلاق النار جاء خلال مناورات تزامنت مع الذكرى. وانتقد مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) توقيت المناورات. ونجحت الولاياتالمتحدة في منع أي اعتداء على أراضيها منذ 11 أيلول 2001، وعززت نظام الطوارئ والاستخبارات كما أنشأت وزارة الأمن الداخلي المولجة حماية الأمن على أراضيها.