تمكن الجراح في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض الباحث والمحاضر في معهد أبحاث السرطان في جامعة لويس باستور في مدينة ستراسبورغ الفرنسية الدكتور فهد بن عايض العبيدي، من تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق في فرنسا، يتمثل في استئصال قولون سيدة فرنسية مصابة بالسرطان، من دون اللجوء إلى أي فتحات جراحية، وذلك باستخدام تقنية تعتمد على مناظير الجهاز الهضمي تتيح الوصول إلى تجويف البطن من دون الحاجة إلى إجراء أي فتحات جراحية بجدار البطن. وأوضح الدكتور العبيدي أن المريضة (48 عاماً) كانت تعاني من سرطان القولون، مشيراً إلى أن التقنية الجديدة تمثل استثماراً لتطور تقنيات جراحة المناظير وتوظيفها من دون الحاجة إلى إجراء أي فتحات بمنطقة البطن. ولفت إلى أن الطريقة البديلة التي استخدمها عوضاً عن فتحات البطن، تمثلت في استغلال إحدى فتحات الجسم الطبيعية مثل الفم أو المهبل أو فتحة الشرج للوصول إلى تجويف البطن، ومن ثم إلى العضو المراد التعامل معه جراحياً وإخراج هذا العضو المستأصل بالطريقة نفسها. ونوّه العبيدي إلى أن هذه التقنية تجنّب المريض كثيراً من المشكلات المرتبطة بالجراحة في جدار البطن، مثل آلام ما بعد الجراحة أو التهابات الجروح أو الفتق الجراحي أو التصاق الأمعاء بجدار البطن، إضافة إلى الناحية التجميلية «التي لا يمكن إغفالها، لا سيما لدى السيدات». وعن رؤيته لمستقبل هذا النوع من الجراحات، أشار إلى وجود عدد من الصعوبات التي لا تزال تواجه انتشار هذه التقنية «منها عدم توافر الأدوات الجراحية اللازمة... وهو ما دفعنا إلى استخدام أدوات مناظير الجهاز الهضمي التقليدية مع تحوير أسلوب استخدامها، إضافة إلى تواصلنا مع إحدى الشركات الألمانية الرائدة في صناعة الأدوات الجراحية لتصنيع أدوات مخصصة لهذا النوع من الجراحات».