التخوفات الإقليمية والدولية من خطر امتلاك إيران سلاحاً نووياً يطرح تساؤلاً عما إذا كانت هذه القوى ستتحالف لضرب إيران هذا العام؟ وهل الأجواء الدولية والإقليمية تسمح بذلك؟ وما هي حسابات الربح والخسارة من قرار كهذا؟ استناداً الى تقرير التوقعات الاستخباراتية الذي يرأسه جورج فريدمان أحد أبرز رجالات الفكر السياسي والاستراتيجي في الولاياتالمتحدة، فإن احتمالات شن هجوم أميركي أو اسرائيلي على منشآت إيران النووية ضئيلة، لأن الأخطار المترتبة على ذلك بالنسبة الى الاقتصاد العالمي تفوق المكاسب المحتملة. لا شك في أن عام 2009 سيكون عاماً هادئاً نسبياً، فالإستراتيجية الأميركية في المنطقة تتوجه نحو أفغانستان وباكستان، والأزمة الاقتصادية العالمية، وزيادة النفوذ الروسي والصيني والهندي، ستدفع بالرئيس باراك اوباما إلى تبني إستراتيجية الاحتواء مع إيران، وإعطائها دوراً إقليمياً أو أمنياً في الخليج والمنطقة في شكل عام في مقابل صفقة شاملة معها قد تبرم خلال العام الحالي وسيكون ثمنها تمدد دورها. ان هذا السيناريو يثير قلق العالم العربي، الذي يتخوف من امتداد الهلال الشيعي في المنطقة، ما قد يهدد الأمن القومي العربي برمته، فما هي الخيارات المتاحة أمام العرب شعوباً وحكومات. هناك سيناريوان: الاول: بناء علاقات وتحالفات إستراتيجية مع إيران، في مقابل تنازل إيران عن الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، وتقديم إيران ضمانات بعدم التدخل في الشأن الداخلي العربي. الثاني: المواجهة مع إيران ولكن ليست المواجهة العسكرية، ولا الإعلامية، بل مواجهة الذات، من خلال تبني إستراتيجية نقد ذاتي عربي شاملة، والعمل على جودة التعليم، ودعم مشاريع التنمية المستدامة، والبحث العلمي في كل المجالات وعلى رأسها المجال النووي السلمي، والقضاء على الفساد والمحسوبية، والتوزيع العادل للثروات القومية العربية، وصولاً إلى بناء اتحاد فيديرالي عربي قوي، يستطيع مواجهة التحالفات والتكتلات العالمية، اقتصادياً وسياسياً وتكنولوجياً وعسكرياً.