لوّح وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بإيقاف البرامج التحفيزية عن الجامعات ما لم تحقق التميز العلمي وترفع من مستوى الجودة كخيار أساسي لا حياد عنه. وأوضح مصدر مطلع في وزارة التعليم العالي ل«الحياة» أن الوزير وجه رسالة لكل مديري الجامعات السعودية تحثهم على الاعتماد الأكاديمي محلياً أو دولياً، مؤكداً أن الحوافز السخية التي تم تقديمها للجامعات في الفترة الماضية ستتوقف إن لم تحقق التميز والجودة في مؤسسات التعليم العالي. وحول المهلة المحددة لتحقيق ذلك، أشار المصدر إلى أن المهلة تمتد من عامين إلى ثلاثة كحد أقصى، موضحاً في الوقت ذاته أن هذه الخطوة مطلوبة لخلق بيئة تنافس صحية بين الجامعات السعودية ليكون لديها أهداف واضحة ومحددة، «إذ إن هذه الخطوة تنصف الجامعة التي تحقق التميز وتحصل على الاعتماد الأكاديمي». وأكد على أهمية المبادرة في تحقيق الأهداف المحددة، والتي تأتي بعد أن أطلقت الوزارة مجموعة كبيرة من المبادرات، وأنشأت مراكز عدة للتميز، كما أسهمت في تحفيز أعضاء التدريس، وأضافت العديد من المشاريع بدعم مادي سخي. وشهدت الجامعات السعودية خلال العاميين الماضيين منافسة كبيرة في التصنيفات الدولية، ولا تزال هذه المنافسة، إذ اتجهت نحو البحث والتطوير بعد أن كانت المهمة التعليمية في أعلى اهتماماتها، فيما كانت العملية البحثية مهملة في شكل كامل، وذلك بسبب التركيز على الوظيفة التعليمية للجامعة. وأطلقت بعض الجامعات شعارات جديدة تعمل على تكريسها كمجتمع المعرفة، والشراكة الدولية، والاقتصاد المبني على المعرفة، والكراسي البحثية. وكانت وزارة التعليم العالي اتخذت عدداً من المبادرات التي ترمي إلى رفع مستوى الجودة في الجامعات خلال السنوات الماضية، إذ تمثل ذلك في ثلاثة مشاريع رئيسية، تشمل مشروع تنمية الإبداع والتميز لأعضاء هيئة التدريس، ودعم إنشاء مراكز للتميز العلمي والبحثي في الجامعات، إضافة إلى ما هو معتمد لها في موازناتها، والإسهام مع الجامعات في دعم الجمعيات العلمية. وانطلقت الوزارة والجامعات في التعامل مع قضية الجودة من بعدين مهمين، أولهما رفع الكفاءة الداخلية للجامعات عن طريق ضمان جودة مدخلات التعليم الجامعي من خلال إنشاء المركز الوطني للقياس والتقويم، ورفع الكفاءة الخارجية للجامعات عن طريق ضبط المخرجات والتحقق من جودتها، إضافة إلى تحقيق الاعتماد الأكاديمي والمؤسسي للجامعات عبر إنشاء الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي لتكون الجهة المسؤولة عن شؤون الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة في مؤسسات التعليم العالي. وتهدف مراكز التميز البحثي في الجامعات السعودية التي تم إنشاؤها في الفترة الماضية إلى تشجيع الجامعات للاهتمام بالبحث العلمي المميز في تخصصات ومجالات متعددة بهدف إبراز نقاط القوة ومجلات التميز فيها، وذلك بهدف رعايتها وبلورتها لتكون مراكز أكاديمية بحثية تتولى الصدارة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية. يذكر أن عدد الجامعات السعودية يشهد ارتفاعاً بعد اعتماد إنشاء 4 جامعات جديدة الشهر الماضي، فيما تتجه وزارة التعليم العالي نحو تحويل المجمعات التعليمية في المحافظات الكبرى إلى جامعات مستقلة متوسطة وصغيرة في المستقبل القريب، وهو ما يخفف العبء عن الجامعات الكبرى، ويسهم في توفير فرص التعليم العالي في المناطق ذات الكثافة السكانية، ما يعطي الجامعات الكبرى إمكان تحقيق المعدلات العالمية من ناحية الطلبة والأساتذة، إضافة إلى الاهتمام في شكل أكبر في البحث العلمي.