في سياق الحوار العربي - الروسي نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات في موسكو ومعهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو، لقاء ثقافياً وأمسية، في حضور نخبة من العلماء والمستعربين الروس والأكاديميين من جامعة موسكو لومونوسوف، ومعهد سانت بطرسبرغ للأبحاث والدراسات وجامعة الصداقة، وسواهم. وفي كلمته قال فتالي نعومكن، رئيس معهد الاستشراق: «جائزة الشيخ زايد للكتاب فريدة من نوعها، لأنها لا تمنح للعرب الذين ساهموا في تطوير الثقافة فحسب، بل للمؤلفين من الخارج، هؤلاء الذين يساهمون في ترجمة الكتب العربية إلى اللغات الأجنبية أو يكتبون عن العالم العربي والثقافة والحضارة العربية، ولأول مرة هذه الجائزة التي تمتلك سمعة عالمية كبيرة جداً قد تمنح لأحد المؤلفين الروس الذين يكتبون في مجال العالم العربي، لذا هناك منافسة عالية بينهم ونحن في معهد الاستشراق سنساهم في تطوير العلاقات الثقافية والحضارية بين روسيا الفيديرالية ودولة الامارات». ثم تحدث الناقد والأكاديمي علي بن تميم، الأمين العام للجائزة وقال: «آمل بأن يسفر هذا اللقاء عن مزيد من التعاون الخلّاق بين الثقافة العربية ومختلف ثقافات العالم، وأخص بالذكر الثقافة الروسية مشيداً بما قدمته من جهود في دراسة المنجز الثقافي العربي الإسلامي، لإرساء علاقة تقوم على الاحترام المتبادل وقبول الآخر ونشر ثقافة الحوار والتسامح بين الأمم مهما اختلفت أعراقها وثقافاتها ومعتقداتها». ودعا الأمين العام العلماء الروس إلى التقدم للجائزة قائلاً: «كلي أمل بأن يكون الفوز من نصيب هذه الأعمال العلمية القيمة، لما تنطوي عليه من جديّة وموضوعية في التناول». وتعليقاً على اللقاء، قال الناقد الأكاديمي خليل الشيخ، عضو الهيئة العلمية للجائزة: «تميز اللقاء مع مجموعة من العلماء والباحثين الروس المهتمين بالثقافة العربية في موسكو بالثراء، وهو يعكس الأهمية التي تتمتع بها جائزة الشيخ زايد على المستوى العالمي، وقدرتها على صناعة مناخ ثقافي إيجابي للحوار بين الثقافات وتشجيع التفاعل المثمر بينها. ولما كانت اللغة الروسية واحدة من اللغات التي ستكون محوراً من محاور الترجمة والثقافة العربية في اللغات الأخرى، كان الحوار يدور حول التفاعل الثقافي الروسي - العربي. ومثلما ترجم الروس الكتب المهمة في مجال الثقافة العربية، بدأ المترجمون العرب بنقل الأدب الروسي، سواء من طريق الروسية أم من طريق لغات وسيطة كالفرنسية والإنكليزية. فقد احتفى العرب منذ وقت مبكر بكتابات تولستوي وبوشكين وغوغول وتورغينيف ثم بأدب دوستويفسكي. وبرز أدباء درسوا في روسيا مثل ميخائيل نعيمة، ومترجمون من أمثال: خليل بيدس ونجاتي صدقي وسليم قبعين منذ وقت مبكر. وبرز تأثير القرآن في قصائد بوشكين كما برز تأثير «ألف ليلة وليلة» في السرديات الروسية». وفي الختام أعلن بن تميم عن مشروع تعاون بين معهد الاسشتراق ومشروع «كلمة» للترجمة شارحاً: «أنه مشروع ثقافي يهدف إلى رفد المكتبة العربية بالدراسات النوعية التي تدرس الثقافة العربية وتضيء أبعادها الحضارية في اللغة الروسية».