لمعت إيما ستون (25 سنة) في الفيلم المأسوي «الخدم» من إخراج تيت تايلور، حيث حازت مع زميلاتها جائزة تمثيل جماعية، غير ظهورها في أعمال كوميدية، مثل «أصدقاء بفوائد» و «سيئ للغاية»، أو عاطفية مثل «حب أبله ومجنون»، أو من نوع المغامرات الخيالية كفيلم «سبايدر مان المدهش». ثم تقاسمت بطولة الفيلم البوليسي «عصابة» مع أحد أهم نجوم هوليوود شون بِن. وترمز إيما ستون إلى الجيل الجديد من ممثلات هوليوود اللاتي يحرصن بشدة على نوعية الأفلام التي يظهرن فيها وكذلك على صورة المرأة في هذه الأفلام، إضافة إلى موهبة درامية مميزة تسمح لهن بحصد الجوائز، وذكاء يحولهن إلى نساء أعمال، وجاذبية تجعلهن ينافسن عارضات الأزياء «السوبر موديلز» على عرش الجمال والأناقة. فما الذي ينقصهن؟ تقريباً لا شيء إذا أخذنا كلام ستون في الاعتبار في هذا الحوار الذي خصت به «الحياة» أثناء زيارتها العاصمة الفرنسية لحضور بعض عروض أسبوع الموضة الجاهزة، والترويج أيضاً لنزول فيلم «عصابة» إلى الأسواق على شكل أسطوانات DVD إثر نجاحه في صالات السينما. حدّثينا عن آخر أفلامك «عصابة» النازل الآن في شكل أسطوانات DVD. - الفيلم أخرجه روبين فلايشر ويروي سيطرة عصابة من المجرمين على مدينة لوس أنجليس في نهاية الأربعينات من القرن العشرين، إلى حين قيام مجموعة من رجال الشرطة غير الرسميين ببذل قصارى جهدهم من أجل إسقاط زعيم العصابة ووضع حد نهائي للفساد الذي يسود الأجهزة الرسمية في المدينة، مثل إدارة البلدية والشرطة وحتى القضاء. وأنا أتقاسم بطولة الفيلم مع كل من شون بِن ورايان غوسلينغ وجيوفاني ريبيزي، وكلهم عباقرة سعدت جداً بمشاركتهم الأداء وتعلمت الكثير من خبرتهم في إدارة شؤونهم أمام الكاميرا. إنني مولعة دائماً بمراقبة زملائي، خصوصاً إذا كانوا على مثل هذا المستوى من المهارة الفنية، وبالتالي أعتبر نفسي مثل الإسفنج أتشرب كل ما ينبع منهم وهم يعملون. أي امرأة أنت في حياتك اليومية؟ - لست أبداً من النوع الرومانسي الذي يضيع وقته في الأحلام. أعيش حياتي بطريقة واقعية وأواجه المسؤوليات والأحداث، خصوصاً الناس والرجال على الأخص، إذ إنني من أشد أنصار الدفاع عن حقوق المرأة، ولا أترك ثغرة تفوتني في هذا الميدان. كيف تطبقين ذلك في حياتك المهنية؟ - من طريق مراعاة الشدة والصرامة في أسلوب اختيار أدواري. أنا أرفض أي فيلم تتصف الشخصية النسائية فيه بالضعف، أو الخضوع لغيرها أو لمشقات الحياة بعامة. وأطبق الشدة على نفسي قبل أن أطبقها على غيري، إذ إنني أبذل قصارى جهدي دائماً من أجل أن أكون على المستوى المطلوب في كل مشهد أؤديه أمام الكاميرا، كما أنني أتوقع الكثير من المخرج، وأطلب منه أن يلتزم القوة في أسلوب إدارته إياي. وكل هذه الأمور تتطلب الحيطة قبل توقيع عقد العمل وليس فقط عند الوصول إلى «بلاتوه» التصوير، وتتطلب كذلك التعرف إلى المخرج ومناقشة سيناريو الفيلم معه والدور الذي يمنحه لي، ولا بد من أن أكون قد رأيت الأفلام التي سبق وأنجزها هذا الفنان. وأعير أهمية كبيرة للممثلين الذين سأعمل معهم في كل فيلم، لأن العمل السينمائي يتم في شكل جماعي، وبالتالي يمكن القول إن النوعية تنتج من الجهود المبذولة من فريق فني بأكمله. هل تعتبرين نفسك رمزاً للجيل الجديد من الممثلات في هوليوود؟ - أتمنى أن أرمز إلى العقلية السائدة بين الفنانات الصاعدات، إلا أنني على دراية بوجود فئة من الممثلات مستعدة لفعل أي شيء، وقبول أي دور لمجرد الظهور في فيلم ما على أمل تسلق سلم الشهرة في ما بعد. بيوت الأثرياء أنت أديت دوراً قوياً جداً في فيلم «الخدم» فزت من خلاله مع زميلاتك بجائزة تمثيل جماعية في مسابقة «جوائز ممثلي الشاشة». هل ترك هذا الفيلم بصمات فوق مشوارك الفني الحديث العهد؟ - إنني أعتبر هذا الفيلم بمثابة النموذج الحي لما ذكرته تواً في شأن أسلوبي الخاص باختيار أدواري وبقيادة حياتي المهنية. أنا فخورة بكوني أظهر في عمل يتميز بقوة درامية فذة، ويروي الظروف الحقيقية التي عاشتها الخادمات الزنجيات في بيوت الأثرياء في الجنوب الأميركي في مطلع القرن العشرين. وعن جائزة التمثيل الجماعية، فهي موضع فخر كبير جداً بالنسبة لي. والشيء الآخر الذي أود ذكره في هذا الخصوص هو كوني انتقلت في ما بعد مباشرة إلى «سبايدر مان المدهش» المنتمي إلى لون سينمائي لا علاقة له إطلاقاً بفيلم «الخدم»، مقدمة الدليل على قدراتي الدرامية المتنوعة في إطار نوعية فنية متفوقة دائماً.وبالتالي أقول نعم، الفيلم ترك بصمات إيجابية قوية فوق مشواري المهني. قرأنا خبر تحولك منتجة سينمائية، فهل هذا صحيح؟ - نعم، فأنا تلقيت عرض تولي مهمة منتجة منفذة في فيلم جديد سيصور مع مطلع عام 2014، ووافقت على الفكرة من دون أي تردد. ألست بعد صغيرة السن على مثل هذه المسؤولية؟ - ربما، من الناحية النظرية أما في الواقع، فأنا مولعة برفع التحديات، والتحول إلى منتجة يمكن اعتباره بمثابة تحدٍّ لا يقبل الرفض. ثم إن الذين عرضوا علي الفكرة لا بد أن يكونوا قد وزنوها من كل نواحيها قبل أن يكلموني عنها. ما هي مهمة المنتجة المنفذة بالتحديد؟ - التأكد من أن النفقات تطابق الحاجة الفعلية للمشروع، وهذا ملخص بطبيعة الحال لما سأفعله. وهل تشاركين في الفيلم كممثلة أيضاً؟ - نعم، إذ إنني لا أقدر على الاستغناء عن حبي الفني الأول وهو التمثيل. في انتظار العروض هل تنوين تأسيس شركتك الشخصية للإنتاج في ما بعد؟ - بكل تأكيد، إذ إنني لا أعرف وسيلة أفضل من ذلك من أجل العثور على سيناريوات جيدة والمساهمة في تحويلها إلى أفلام، ثم المشاركة فيها كممثلة بدلاً من أن أقضي وقتي في انتظار العروض الآتية من الغير. كيف تصفين شخصيتك؟ - عنيدة، أعرف ماذا أريد. ما الذي تفتخرين به حالياً؟ - مشاركتي في فيلم «الخدم» الإنساني ومدى رواج هذا العمل على المستوى العالمي. ما هو الشيء الذي لا تتنازلين عنه أبداً؟ - حقوقي كامرأة. أين ترين نفسك بعد 10 سنوات من الآن؟ - منتجة سينمائية تكتشف المواهب الشابة وتساعد أصحابها، لا سيما صاحباتها، على التقدم في الحياة الفنية وتخطي صعوباتها. ما هو أكثر شيء تحبين فعله؟ - قراءة السيناريوات الجيدة، فأنا لا أشبع من ممارسة هذه الهواية إذا أمكن تسمية هذا النشاط كذلك. ما هي الصفات التي تبحثين عنها في الرجل؟ - احترامه للمرأة وإدراكه حقوقها. وفي المرأة، بما أنك من أشد المدافعات عن حقوقها؟ - احترامها لنفسها قبل كل شيء. ما هي أفضل صفاتك؟ - ربما الكرم. وما العيب الذي تريدين التخلص منه؟ - الغضب السريع، إذا أخذت كلام محيطي القريب في الاعتبار. ما نوع الأفلام التي تحبينها؟ - أفلام طرزان القديمة من بطولة جوني وايسمولر، ثم أفلام الحرب التي تأتي بوقائع مثيرة في شأن الحربين العالميتين، وأيضاً حرب فيتنام التي صورها السينمائي فرانسيس فورد كوبولا في أسلوب مدهش في فيلمه «أبوكاليبس ناو». هل هناك مسلسل تلفزيوني معين تشاهدينه دائماً؟ - لا، وأنا لست مولعة بالتلفزيون أبداً، على عكس السينما التي أعشقها، لكنني أذهب لمشاهدة الأفلام المأخوذة عن مسلسلات مثل «مهمة مستحيلة» و «الجنس والمدينة» و «رذيلة ميامي». لأي مغن تستمعين دائماً؟ - لا يوجد مغنٍّ بعينه، فأنا أهوى كل الألوان الموسيقية وعشرات المغنين والمغنيات من كل الجنسيات. ما هي في نظرك الصفة الأهم في الشخص؟ - الشرف. ماذا تكرهين أكثر من أي شيء؟ - قلة الذوق. ما هو أكثر شيء أنت فخورة به؟ - تمسكي بمبادئي في الحياة والعمل. من هي ملهمتك في ميدان التمثيل؟ - الممثلة الكبيرة سوزان ساراندون. لماذا؟ - لأنها فنانةعظيمة، وامرأة تترك مبادئها تقود حياتها. اسمك إيما ستون، فهل لك صلة قربى مع شارون ستون؟ - لا.