لمعت جنيفر لوبيز في العام 1996 بفضل دورها إلى جوار النجم الهوليوودي شون بين في فيلم «يو تورن» الذي أخرجه أوليفر ستون. ثم شاركت في أعمال أخرى ناجحة من أبرزها «الخلية» و «مدبرة زيجات»، لكن نشاطها السينمائي لا يزال محدوداً بالمقارنة مع تربعها على عرش الفن الغنائي الاستعراضي حيث تضرب أسطواناتها الأرقام القياسية في المبيعات على المستوى العالمي. عندما لا تظهر لوبيز في المجلات والصحف في إطار مناسبة فنية، فهي تثير الاهتمام الإعلامي من طريق حياتها الشخصية وعلاقاتها العاطفية الصاخبة، أو لأنها تظهر في عروض الموضة في باريس وميلانو ونيويورك جالسة في الصف الأمامي. وها هي الآن بطلة للفيلم الرومانسي المرح «ما الذي ينتظرك إذا كنت تنتظرين» إلى جوار نخبة من نجمات هوليوود البارزات مثل كاميرون دياز وأنا كندريك وإليزابيث بانكس وبروكلين ديكر. في مناسبة قدوم لوبيز إلى باريس من أجل الترويج لعملها الأخير، التقتها «الحياة» وحاورتها. حدثينا عن فيلم «ما الذي ينتظرك إذا كنت تنتظرين»؟ - إنه يروي فترة الحمل التي تعيشها مجموعة من النساء وأنا واحدة منهن، بكل ما في الأمر من فرح وصعوبات في آن. وتعيش كل إمرأة منهن الحدث مع شريك حياتها، على طريقتها الخاصة، بمعنى أن الرغبة في الإنجاب تسود الموقف بطريقة لا جدال فيها لدى البعض، بينما تبدأ فئة ثانية في ترقب المشقات التي تنتظرها مع المولود في لحظة واحدة. أنا أرى أن قصة الفيلم مغرية ورومانسية ومن المفروض أن تثير إعجاب الجمهور العريض على المستوى العالمي. فالنساء تهوى الحب وتحلم بالعثور على «الطرف الثاني المثالي» والإنجاب منه. وسيناريو الفيلم لا يتكلم عن أي شيء آخر، لكنه يفعل ذلك بمهارة وفكاهة وعاطفة في آن. وعلى العموم أنا عشت الدور بحماسة كبيرة وأحببته لما فيه من مقومات مشتركة بين كل نساء العالم. هل تحلمين بمستقبل سينمائي أكثر ثباتاً بعد فيلم «ما الذي ينتظرك...»؟ - أتمنى ذلك فعلاً، لأنني واثقة من قدراتي الدرامية وأود أن يشاركني جمهوري ثقتي في نفسي. أفهم إن أفلامي السابقة وإن كانت كلها حلوة لم تمنح المتفرج فكرة جيدة عني كممثلة وجعلته يركز اهتمامه على ملامحي أكثر من أي شيء آخر. بينما راح نشاطي الغنائي يلفت الانتباه إليّ كفنانة متكاملة موهوبة، والدليل هو أن أسطواناتي تلاقي الرواج الضخم والعالمي. وستغمرني السعادة إذا عرف فيلم «ما الذي ينتظرك إذا كنت تنتظرين» نجاح أسطواناتي وفتح أمامي باب الظهور أكثر فأكثر وفي شكل دوري في أعمال سينمائية متنوعة درامية وفكاهية. كيف كانت العلاقة بينك وبين زميلاتك بطلات فيلم «ما الذي ينتظرك...» في أثناء التصوير؟ - علاقتنا ببعضنا بعضاً كانت ممتازة في أكثر الأوقات، خصوصاً أن الفيلم تناول موضوع الحمل الذي يخص كل إمرأة في الوجود حتى تلك التي لا تنجب، فليست هناك من لا تشعر بأن الأمر يمسها بطريقة أو بأخرى. وقد ألغى هذا العنصر أي منافسة واردة بيننا كممثلات وجعلنا ندافع عن أدوارنا وأيضاً عن الفيلم ككل بروح مهنية ونسائية عالية. وحدث بطبيعة الحال أننا لم نتفق على كل صغيرة وكبيرة طوال الوقت، إلا أن تضامننا حول جوهر الحبكة هو الذي تغلب على الأمور في كل مرة. أليس غريباً أن يكون السينمائي كيرك جونز هو مخرج الفيلم بدلاً من أن تخرجه إمرأة؟ - نواجه أنا وزميلاتي هذا السؤال تقريباً في كل لقاء صحافي نجريه، والواقع أن الشركة المنتجة للفيلم هي التي تختار المخرج، وفي هذه الحال وقع الخيار على كيرك جونز لسبب لا نعرفه نحن في الحقيقة، إلا أن الرجل تعمق في دراسة موضوع الحمل والولادة وكل ما يترتب على ذلك من سعادة وانهيار عصبي عند المرأة، وبالتالي انغمس في المشروع ربما أكثر مما كانت قد فعلته أي مخرجة، من أجل ألا يتهم بالنقص في النهاية. ما رأيك في منافسة سلمى حايك لك بما أنها مولودة في المكسيك فيما أنت تنتمين أصلاً إلى أميركا اللاتينية؟ - سلمى حايك فنانة لا بأس بها بتاتاً وهي عاشت طويلاً في المكسيك وبالتالي تعتبر نفسها مكسيكية وتسخر مني كلما قرأت في مجلة ما أنني أعتبر نفسي منتمية إلى أميركا اللاتينية. فيبدو أنها تريد التربع على عرش الممثلات الجنوب أميركيات وهذا شيء لن يحدث طالما أنني موجودة في الساحة لأنني بمنتهى البساطة لن أتركه يحدث. هي تدعي أن كونك مولودة في نيويورك لا يسمح لك بوضع هويتك الجنوب أميركية في الأمام؟ - أنا مولودة في حي برونكس في نيويورك ولكن جذوري لاتينية مئة في المئة. صحيح أنها عاشت في أميركا الجنوبية أكثر مني، لكن هذا العنصر لا يكفي لإلغائي من القائمة. وعلى العموم، فأنا أعتبر حكاية المنافسة بيني وبينها لا مجال لها أساساً لأن الميدان السينمائي يتسع لها ولي ولغيرنا بلا أي مشكلة. قرأنا أنك من هواة أفلام الألعاب الرياضية الآسيوية العنيفة، فما صحة ذلك؟ - الخبر صحيح وفيلمي المفضل هو «فتى الكاراتيه» بعدما ظل «بيغ بوس» أحد أفلام الراحل بروس لي فوق قائمة أولوياتي السينمائية لسنوات طويلة. لقد كبرت مثل الصبي بحيث أتردد إلى السينما لمشاهدة أفلام المصارعة والكاراتيه بدلاً من الحكايات الرومانسية التي تميل إليها الفتيات عموماً. على أنغام مادونا يعني ذلك أن فيلمك «ما الذي ينتظرك إذا كنت تنتظرين» لا ينتمي إلى لون تحبذينه في السينما؟ - نعم أنا أحب هذا الفيلم وأعتبره يتربع على عرش الأعمال السينمائية الشاعرية الناعمة، ودعني أعبّر عن مدى تأثري بالحكايات الجميلة مهما كان لونها. فهذا ما يسمى بالديبلوماسية، وأنت فهمتني. من هن المغنيات اللاتي تقدرينهن فنياً؟ - أنا كبرت على أنغام مادونا وأعشق تقريباً كل أغنياتها. ثم هناك المغنية شيرالتي التي تعجبني كثيراً بفضل قدراتها الصوتية وشجاعتها في خوض التجارب الفنية المتنوعة جداً بدلاً من البقاء في الإطار الذي صنع نجاحها ويضمن لها الربح الوفير. هل تعتبرين التغيير في الأسلوب الفني وفي المظهر الشخصي من ضرورات التطور بالنسبة الى الفنانة؟ - نعم ولا في الوقت نفسه، وأقصد أنها مسألة شخصية جداً تخص كل فنان أو فنانة. أنا غيرت بعض الأشياء في شكلي مثل تسريحة شعري ووزني وأسلوبي في ارتداء ثيابي وحتى في اختياري الأغنيات التي أرددها، وذلك كله إثر التغيرات التي وقعت في حياتي العاطفية. لقد أحببت محو الماضي كلياً وعلى كل صعيد، والبدء مرة ثانية من الصفر، ولم يكن الأمر في إطار الممكن إلا إذا عدلت في مظهري وفي طريقتي الغنائية. ولو كنت قد عرفت الاستقرار في حياتي العاطفية منذ الأساس لما تصرفت بهذا الأسلوب اطلاقاً، فالفنانة إمرأة أولاً وأخيراً وتتصرف مثل غيرها في ظروف محددة. كلام خاطئ هل تعنين أن حياتك العاطفية هي بمثابة محرك لنشاطك المهني؟ - طبعاً حالي حال أي إمرأة في العالم، ولا تصدق المرأة التي تدعي أنها أصبحت مثل الرجل تضع عملها في المرتبة الأولى ولا تبالي بشؤون عائلتها أو بمشاكلها العاطفية. هذا كلام خاطئ تنشره حركات تحرير المرأة هنا وهناك بهدف زيادة تكافؤ الفرص بين الجنسين في ميدان العمل، وهو شيء ممتاز طبعاً في جوهره لكنه لا يتأقلم مع الطبيعة النسائية أبداً. إن سعادة المرأة تتبلور في حياتها الخاصة ثم تعبر حدود هذا المجال لتضيء حياتها المهنية والاجتماعية، وأتحدى إمرأة تعيسة عاطفياً بأن تتحول رائدة في محيطها المهني. ومشروعاتك الآنية؟ - جولة سينمائية أوروبية بهدف الترويج لفيلم «ما الذي ينتظرك إذا كنت تنتظرين» على النحو الأفضل، ثم العودة إلى تسجيل أغنيات جديدة ودرس سيناريوات سينمائية قد تتحول إلى أفلام أشارك فيها مستقبلاً. كثيراً ما نشاهدك تجلسين في الصف الأمامي لعروض الموضة، فهل أنت مولعة بمبتكري الأناقة الراقية؟ - نعم، لا أقدر على العيش بلا ثياب جميلة، وأعترف لك بأنني بلا شك «ضحية موضة» مثلما يقولون، أقع في فخ متابعة ما تفرضه علينا الدور المتخصصة في كل موسم جديد. وليس لدي مصمم واحد فقط أحب عمله بل أنني لست مخلصة بالمرة في ميدان الموضة وقلبي يتأرجح باستمرار بين الذين أعتبرهم عباقرة الأناقة العالميين. إن جمال المرأة في رأيي يمر بما ترتديه.