تسعى طالبة جامعية، إلى توظيف التصاميم في توجيه رسائل مضادة ل «الطائفية»، وتدعو إلى «الوحدة والتلاحم». وترى الطالبة في جامعة الملك فيصل نور الحاجي، أن هذه القضايا «من أهم ما ينبغي أن ينشغل به الشباب السعودي خلال المرحلة المقبلة». وقالت نور ل «الحياة»: «إن أمن الوطن والوحدة الوطنية والمخاطر التي تتهددهما، المتمثلة في الفكر التفكيري والإعلام المحرض، كلها قضايا تقافزت بشدة في مسرح الجريمة العابثة بأمن الوطن ووحدته. فالرصاص الطائش المجنون يهدف إلى تمزيق الانسجام بين مكونات المجتمع». وشددت الحاجي التي تعتبر التصميم هوايتها الأولى، على أن «اللحمة الوطنية هي مقدسات، وهي أولى الأولويات، التي يجب أن تُسيّج وتُحفظ بكل جدية»، داعية إلى ضرورة «معالجة تهديدات أمن الوطن ووحدته بمنتهى الجدية والتعامل مع جذور الفتنة العابثة بالأمن والوحدة». ونوهت إلى أن «هذه الفتنة إنما تترعرع وتنمو بازدهار في أحضان الفكر التكفيري والإقصائي، والفكر القشري الفقير المجدب»، لافتة إلى أن لهذا الفكر «سلاحاً فتاكاً يفوق الرشاشات التي استخدمها القتلة في هذه المأساة، ويفوق مفخخاتهم التي يهددون بها». ووصفت نور سلاح الإعلام المحرض الذي يستخدمه الفكر الإرهابي ب «آلة غسيل فعالة لأدمغة الجماهير»، مشددة على أنها تؤمن أن «أول ضحايا الفكر التكفيري والإعلام التحريضي هم الجناة أنفسهم، فها هم يفقدون الحياة ويفقدون أنفسهم وأهليهم بطيش وحمق ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً». واختتمت كلامها بإشادتها ب «عقلانية المواطنين الذين عكسوا ما كان ينتظره ويتوخاه عدو الوطن والعابث بأمنه. فما حصل هو انقلاب السحر على الساحر. لأن دماء الشهداء النقية الطاهرة شدت أواصر اللحمة الوطنية ووثقت عراها». أكاديميون ومشايخ: محاولة لإثارة الفتنة في واحة التسامح والتآلف أدان جمع من الأكاديميين والمثقفين والدعاة في محافظة الأحساء، الجريمة الإرهابية، التي وقعت في قرية الدالوة الاثنين الماضي، وأسفرت عن سقوط ضحايا ومصابين «من دون ذنب»، لافتين إلى أن هذه الجريمة تسعى إلى «إثارة الفتنة بين المواطنين الآمنين»، مستحضرين تاريخ الأحساء في «التسامح والتآلف والاحترام»، مؤكدين أنهم «سيظلون كذلك حريصين على السلم الاجتماعي واللحمة الوطنية ومتعاونين في مسيرة التنمية والبناء». وقالوا في بيان أصدروه أمس (تلقت «الحياة» نسخة منه): «نحن علماء الأحساء ومثقفوها، تابعنا بألم وأسف الحادثة الإجرامية التي وقعت في قرية الدالوة، إذ قامت مجموعة منحرفة بإطلاق النار على مواطنين أبرياء، ما أدى إلى سقوط ضحايا ومصابين من دون ذنب»، مؤكدين أن هذا الفعل «سلوك منحرف، وجريمة شنعاء أدت إلى قتل أنفس بريئة. كما أن فيها إثارة للفتنة بين المواطنين الآمنين». وأضاف البيان الذي وقَّعه 22 شخصاً: «عاش أهل الأحساء، وبنوا مجتمعَهم لقرون، يُضرب بهم المثل في التسامح والتآلف والاحترام، وسيظلون كذلك حريصين على السلم الاجتماعي واللحمة الوطنية ومتعاونين في مسيرة التنمية والبناء»، مؤكدين «رفض الاعتداء على أموال الناس وأرواحهم، ورفض كل ما يسوغ مثل هذه التصرفات من الأفكار الغريبة على المنطقة، ووجوب التصدي لها بحزم، بما يحمى أرواح الناس ويجعلهم يأمنون في وطنهم». وأشادوا ب «الموقف الوطني الذي سجله كل من بادر إلى استنكار الجريمة، ممن تضرر بشكل مباشر بآثارها، وتوصيفها بأنها «فعل فردي»، لا يمثل رأي أحد من أهل المذاهب السائدة في الأحساء». كما أشادوا ب «موقف الدولة، وسرعة تعامل الجهات الأمنية لوأد الفتنة والقبض على المجرمين». وسألوا الله أن «يرحم الموتى، ويشفي الجرحى، ويرزق أهاليهم الصبر والسلوان، وأن يجبر مصابهم». كما دعوا الله أن «يديم الأمن علينا وعلى جميع مناطق المملكة، وأن يقينا شرالفتن، ما ظهرمنها وما بطن».