حملت الجلسة الثالثة للملتقى الإعلامي الخليجي في العاصمة البحرينية المنامة، تجاذبات في آراء المتحدثين مع بعضهم من جانب وآراء المشاركين والحضور من جانب آخر حول المحتوى الإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إحصاءات حديثة عن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي، وتحديداً في الخليج. وبيّن عضو مجلس إدارة نادي الإعلام العالمي علي سبكار أن مستخدمي الإنترنت في العالم العربي بلغت نسبتهم 40 في المئة من إجمالي السكان، و80 في المئة منهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضح أن عدد الخليجيين من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بلغ أكثر من 6 ملايين ونصف مستخدم خليجي، فيما وصلت نسبة مستخدمي «فيسبوك» في البحرين 514 ألفاً، و250 ألف مستخدم بحريني في «تويتر»، مشيراً إلى أن 75 في المئة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من فئة الشباب الذين تراوح أعمارهم بين 16 و34 عاماً. وشدد على ضرورة صناعة استراتيجية وطنية ضخمة للمحتوى الإلكتروني والتفاعل، نظراً للأعداد الضخمة، مسشتهداً بأن البحرين في ال30 يوماً الماضية نشرت أكثر من 4 ملايين صورة في «فيسبوك» إضافة إلى 47 ألف مقطع فيديو، و11 مليون تعليق و45 مليون رسالة خاصة على الموقع ذاته. وحذر كبير مراسلي قناة «العربية» في البحرين محمد العرب من فوضى المعلومة التي وصفها ب«الخطيرة جداً»، لاسيما أنها تهدد النسيج الاجتماعي لدول الخليج، مشيراً إلى أنها تهدد المصداقية والأمانة، بسبب السرعة المهلكة الناتجة من «فوضى المعلومات» - على حد تعبيره -. وأضاف: «نحن نعيش فوضى حقيقية، خصوصاً أن المحتوى يسير بنا إلى ما لا نعرف، إذ أصبحت أسمع أخبار رئيس وزراء البحرين في اللحظة نفسها من دون المرور على صحافي محترف يكتب الخبر باحترافية»، موضحاً أنه في الوقت الحالي بات مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي لا يفرقون بين الجزمية في الخبر والأنباء غير المؤكدة. ويرى مدير تحرير صحيفة «بوابة الشرق» القطرية جاسم سلمان أن القول بلغة فوضى المعلومات والتحذير من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي يفرض مزيداً من الرقابة ومحاربة صريحة للحريات، مضيفاً: «نحن كصحافيين لابد من أن نكون أحرص الناس على ارتفاع الحرية في بلداننا لا أن نحاربها ونصادر حقوق الآخرين». فيما حذر الإعلامي الكويتي عادل عيدان من تشريعات يفرضها أشخاص لا يعرفون من الأجهزة الذكية سوى استقبال وإرسال المكالمات، مشدداً على ضرورة أن تكون التشريعات مع الجيل الجديد الذي أعتبره مختلفاً كلياً عن سابقه، بما يرغبون وفي نقاط الالتقاء. وأوضح عيدان أن مستخدمي «تويتر» من صغار السن يختلفون في طريقة التفكير والتعاطي، «هذا الجيل الجديد يختلف بما لديه من محتوى يقدمه، ولا يجوز أن يشرع شخص لا يعرف من الأجهزة الذكية سوى أنها استقبال وإرسال المكالمات، ولا يجوز لهم أن يشرعوا لشخصية عربية تتكون عبر الإنترنت». واعتبر أن الفوضى المعلوماتية في شبكات التواصل الحديثة أمر طبيعي، مكتفياً بحثّ المجتمع على الرصد والمراقبة ومعالجة الأخطاء، «لا يجوز أن نقمعهم والخطر على دول الخليج موجود منذ الستينات ومستمر حتى هذه اللحظة وهو ليس مبرر».