استبق بعض الأهالي غلاء الأضاحي قبل حلول عيد الأضحى المبارك، وهو الارتفاع الذي يتكرر سنوياً، بشراء الأغنام باكراً في الفترة ما بين شهري شوال الماضي وحتى نهاية ذي القعدة الجاري، إذ تكون أسعار الأضاحي معقولة، أو يقومون بالشراء في شهر رجب، إذ تصل الأضاحي لأقل سعر لها، وبعد ذلك يلحقونها بأحد ملاك المواشي، على أن يتكفلوا بقيمة إطعامها طوال المدة المقررة، وذلك بهدف قطع الطريق على المتاجرين بالأضاحي. وعن هذه الطريقة يقول محمد السهلي: «بعد أن ضقنا ذرعاً بصمت وزارة التجارة، وعدم وجود نظام محاسبة لتجار المواشي، اخترنا هذه الطريقة، إذ نشتري الأضحية بمبلغ يقارب 700 ريال، ونقوم بوضعها عند من نثق به، ونتكفل بإطعامها حتى يحين موعد الأضحية». وأضاف: «الفكرة لاقت رواجاً بين أوساط المحيطين بنا، وبدأت في الانتشار، بل إننا أضحينا نوصي بملاك المواشي المؤتمنين، كما أن البعض يقبل بأخذها من باب الفزعة من دون مقابل مادي، وفي الغالب لا يتجاوز سعر الأضحية الطيبة علينا ألف ريال في أسوأ الأحوال». من جهة أخرى، يرى ناصر الرويلي أن على المواطنين قول كلمتهم في عدم مجاراة أسعار الأضاحي، فالبدائل عدة، فهناك هذه الطريقة، وهناك توزيع الأضاحي في الدول الفقيرة المحتاجة، إذ لا يتجاوز سعر الأضحية 600 ريال، وأجرها عظيم، خصوصاً مع انتشار العديد من الفتاوى لبعض العلماء المعتبرين، التي تجيز إخراجها إلى الدول المحتاجة، مع وجود جهات موثوقة تتكفل بالأضحية كهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وإن كان الشخص يصر على الأضحية، فلا يشتري إلا في ثاني أيام الأضحى، إذ تنهار الأسعار كون الباعة يريدون تصريف ما عندهم. وتراوح أسعار المواشي في هذه الأيام بين 800 و1350 ريالاً بحسب نوع الأغنام وجودتها، فالأغنام النجدية تعد الأغلى في حفر الباطن، لندرتها ولكونها ليست بموطنها، إضافة لكون زبائنها فئة خاصة، إذ تصل أسعارها إلى 1350 ريالاً، أما أسعار النعيمي فتراوح بين 1300 و1150 ريالاً، أما بقية الأنواع ك«السواكن والحري والبربري والأسترالي»، فلا تتجاوز 900 ريال، لأن الأهالي لا يفضلونها، ولا تجد ذاك القبول عبر نظرة شعبية تجعل تلك الأنواع أقل درجة من أن يقدمها الشخص لضيوفه في مناسبة، فضلاً عن أن يضحي بها. من جانبه، عزا تاجر الأغنام علي الشمري ارتفاع الأسعار لعوامل عدة، أهمها التصحر الذي يعانيه العراق جراء الأوضاع الاقتصادية، ما أثر في الاستيراد منه، إضافة إلى ضعف الاستيراد من سورية، وحتى الأغنام التي تأتي منها تعاني هزالاً وتحتاج إلى مدة طويلة كي تتم تغذيتها، وعلى رغم بيعها في المدن القريبة من الحدود السورية بأسعار أقل من نظيراتها في بقية المدن، غير أن المتاجرة فيها ليست ذات جدوى، كونها تأتي هزيلة وتخشى إصابتها بالأمراض. ويتوقع أن تشهد الأسعار مساراً تصاعدياً في الأيام القليلة المقبلة، لتصل إلى ذروتها في اليوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة)، لتلامس حاجز الألفي ريال، فيما ينصح المهتمون بتجارة المواشي من يرغب في الأضحية بأن يتجنب يومي 8 و9 من شهر ذي الحجة، كون السوق تشهد أعلى معدل للطلب، ما يجعل الأسعار تصل إلى أعلى سقف لها، مع ضرورة الاطلاع على مؤشر الأسعار الخاص بوزارة التجارة، وإبلاغها عبر تقديم شكوى لمن يبالغ في الأسعار. يذكر أن محافظة حفر الباطن تعد المورد الرئيس لتجارة الأغنام، إذ تعد سوقها الأضخم على مستوى المملكة، ومن خلالها تتم تغذية مناطق المملكة المختلفة.