انتزع فريق النصر صدارة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين بعد أن نجح في كسب أولى مباريات الجولة الخامسة أمام ضيفه الشعلة بهدفين من دون رد، وذلك على ملعب إستاد الملك فهد أمس. وبدت رغبة أصحاب الأرض في ضمان نتيجة المباراة واضحة مع الدقائق الأولى، إذ تملكوا زمام الأمور من طريق تناقل الكرات في شكل سريع وسط سيطرتهم التامة على منتصف الملعب، وكاد النصر أن يخطف هدف التقدم مع الدقيقة الأولى حين استلم مهاجمه البرازيلي إلتون كرة خارج منطقة الجزاء، راوغ فيها مدافعي الخصم قبل أن يرسلها قوية لتستقر في حضن الحارس خالد ناصر. واصل النصر سيطرته المطلقة على ملعب المباراة، ساعده على ذلك تراجع معظم عناصر الشعلة الذين ركزوا على فرض رقابة لصيقة على الثنائي البرازيلي إلتون وإيفرتون، لكن الأخير وجد فرصة للتسجيل عند الدقيقة ال10 بعد خطأ نفّذه يحيى الشهري غير أنه لم يحسن التصرف، أولى فرص الشعلة جاءت من طريق المغربي حسن الطير الذي بذل جهداً مهارياً من منتصف الملعب لكنه عجز عن إنهاء الجهد في الشكل المطلوب في الدقيقة ال16. هجمات الضيوف الخجولة لم تكف لوقف مد أصحاب الأرض الذين وجدوا الطريق نحو المرمى ممهداً أمامهم إذ نجحوا في صناعة الهجمات أكثر من مرة بحثاً عن هدف، وهو ما تحقق لهم عند الدقيقة ال24، إذ احتسب حكم المباراة شكري الحنفوش خطأ لمصلحتهم على رأس منطقة الجزاء، تقدم لتنفيذه إيفرتون فصوبها قوية باتجاه المرمى لتصطدم بالقائم الأيمن وتعود من جديد إلى شايع شراحيلي الذي غمزها برأسه لتلامس العارضة العلوية، وتعود إلى المتمركز باستوس الذي أرسلها إلى الشباك. الهدف رفع حماسة لاعبي النصر، وبعد أقل من 10 دقائق يبرع الظهير خالد الغامدي في تحويل كرة عرضية إلى داخل منطقة الجزاء لباستوس الذي حولها مباشرة إلى المرمى في الدقيقة ال32. وعلى رغم تقدم النصر إلا أن بناء الهجمات تواصل، ووجد اللاعبون أنفسهم في أكثر من مناسبة في مواجهة مرمى الضيوف، لكن سوء التعامل مع بعض الفرص، وبراعة الحارس في مرات أخرى حالت دون زيادة غلة الأهداف في الشوط الأول. في الشوط الثاني تغيرت معطيات المباراة تماماً، وبدا طرفا اللقاء أكثر قناعة بالنتيجة التي آل إليها الشوط الأول، فعلى رغم تخلي أحمد العجلاني عن قناعاته الدفاعية بإشراك المهاجم فهد المنيف بديلاً عن أحمد الخير، إلا أن معطيات المباراة لم تتغير كثيراً. الضيوف وجدوا صعوبة كبيرة في بناء الهجمات، في ظل حرص النصر على إضافة هدف ثالث أو على أقل تقدير الخروج بالهدفين نظيفين، وتجددت الصعوبات بعد أن شهر حكم المباراة البطاقة الحمراء الأولى في الدقيقة ال57 في وجه الظهير الأيمن للشعلة مشعل العجمي بعد دخوله المتهور على باستوس، والنقص العددي منح أصحاب الأرض السلطة المطلقة في الميدان. لاعبو الشعلة سعوا بعد الطرد إلى تأمين المناطق الخلفية من دون العمل على بناء الهجمات، وفي المقابل بات إيقاع أصحاب الأرض أقل سرعة، واستبدل كارينيو ثلاثة من عناصره فاستغنى عن البرازيليين باستسو وإلتون، إضافة إلى يحيى الشهري، ليزج بمحمد نور وعبدالرحيم الجيزاوي ومحمد السهلاوي، إشارة إلى رغبة المدرب في إراحة بعض اللاعبين. التغييرات لم تنعكس على الأداء داخل الملعب، فعلى رغم المحاولات القليلة للنصر إلا أن الشعلة لم يشكل قلقاً من أي نوع لدفعات أصحاب الأرض الذين خطفوا الصدارة وحافظوا على نظافة شباكهم للمباراة الثانية على التوالي.