رجحت الولاياتالمتحدة أن تكون قتلت في سورية الفرنسي دافيد دروغون خبير المتفجرات في مجموعة «خراسان» التي يعتقد أنها تخطط لاعتداءات في دول غربية، بعد مطاردته على مدى أسابيع. واكتفى مسؤول في وزارة الدفاع (بنتاغون) بالقول لوكالة «فرانس برس»: «أعتقد أننا نلنا منه»، مشيراً إلى أن عملية التحقق من مقتله تحتاج إلى بعض الوقت. وأضاف المسؤول طالباً عدم كشف اسمه «كان بين أهدافنا»، مؤكداً بذلك بطريقة غير مباشرة أن «بنتاغون» كان يتعقب دافيد دروغون منذ مدة طويلة. لكن الجنرال لويد أوستن قائد القيادة العسكرية الأميركية الوسطى التي تشرف على حملة الضربات الجوية في العراق وسورية، بدا أكثر حذراً. وقال خلال منتدى في واشنطن: «ما زلنا بصدد تقييم نتائج هذه الضربات». وأضاف ان دافيد دروغون «عنصر خطر في هذه المجموعة. كلما تمكنا من تصفية أحد قادتها كان ذلك جيداً». وسيشكل مقتله، في حال تأكيده ضربة قوية لمجموعة «خراسان»، لأن «داود» وهو الاسم الذي اتخذه عند اعتناقه الإسلام كان بارعاً في مجال المتفجرات، بحسب ما أفاد مصدر أمني فرنسي لوكالة «فرانس برس». وعلى غرار «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»، وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، تمكنت مجموعة «خراسان» من اجتذاب العديد من الجهاديين الأجانب إلى سورية، وهي تستهدف بانتظام بغارات أميركية. وتخشى الدول الغربية أن تنفذ المجموعة اعتداءات على أراضيها. وكان جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية اعتبر في أيلول (سبتمبر) الماضي، أن مجموعة «خراسان» تشكل «خطراً من النوع نفسه» كتنظيم «الدولة الإسلامية» على الولاياتالمتحدة. ويتحدر دافيد دروغون من منطقة بروتانيه في غرب فرنسا. وبعد اعتناقه الإسلام توجه إلى المناطقة القبلية الباكستانية حيث تدرب على استخدام المتفجرات وصنع القنابل قبل أن ينتقل للإقامة في سورية حين أصبح هذا البلد بدوره «أرض جهاد». وذكرت شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية التي كانت أول من بث هذه المعلومات أن «سائق الآلية بترت ساقه على ما يعتقد ومن المتوقع أن يقضي وفق مصادر مطلعة على العملية. وقتل شخص ثان يعتقد أنه دروغون». من جهتها، اكتفت القيادة الأميركية الوسطى (سنتكوم) بالإعلان أن الجيش الأميركي شن خمس غارات الليلة قبل الماضية على أهداف لجماعة «خراسان» قرب بلدة سرمدا في محافظة ادلب في شمال غربي سورية. وورد اسم دافيد دروغون حين أعلنت مجموعة «ماكلاتشي» الإعلامية الأميركية قبل شهر أن ضابطاً سابقاً في الاستخبارات الفرنسية التحق بصفوف المجاهدين في سورية واستهدف في نهاية أيلول بضربة جوية أميركية. غير أن وزارة الدفاع الفرنسية، نفت أي ضلوع لعنصر فرنسي سابق في الجهاد فيما رفضت المديرية العامة للأمن الداخلي (استخبارات خارجية) ووزارة الخارجية الفرنسية الإدلاء بأي تعليق. وفي 22 أيلول، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها «قضت» في سورية على أعضاء من مجموعة «خراسان» التي تضم مقاتلين سابقين في تنظيم «القاعدة» كانوا يهددون مصالحها. وجرت الغارات في منطقة حلب شمال سورية. إلى ذلك، قالت جماعة «أحرار الشام» الإسلامية المعارضة إن الضربات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة خلال الليلة الماضية قتلت مدنيين بينهم نساء وأطفال ودمرت إحدى قواعدها قرب حدود تركيا. وقال البيان الذي نشره مؤيدون على مواقع التواصل الاجتماعي إن الضربات دمرت قاعدة قرب معبر باب الهوى. وأضاف أن الضربات أصابت عدداً من المناطق في ريف إدلب وأن الخسائر البشرية تشمل مدنيين بينهم نساء وأطفال.