فيما شدد وزير الشؤون الإسلامية الدكتور صالح آل الشيخ على توجيه الوزارة دعاتها وخطباءها بالتصدي للفكر الخارجي وخطابه عبر منابر الجمعة، خلال لقاء شبابي منظم من مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز للشباب ليل أول من أمس، علمت «الحياة» أن الوزارة رصدت تجاهل عدد من خطباء الجوامع والمساجد أمس (الجمعة) للتوجيهات الصادرة عنها، بضرورة التركيز على إدانة وإنكار جريمة الأحساء التي اعتبرتها الوزارة «نكراء»، وتهدف إلى إشعال فتنة طائفية بين المواطنين. وانقسم خطباء الجوامع السعودية أمس، فبينما التزم بعضهم بالتوجيه الذي أصدرته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بتناول حادثة الأحساء والتركيز عليها، سلك آخرون مسلكاً آخر، مفضلين الحديث عن أهمية «الأمن والأمان»، من دون الإشارة إلى الحادثة بأي ذكر. بينما قام خطباء آخرون بتجاهل الأمر، على رغم التعميم الوزاري المُلزم لهم. وبحسب مصادر «الحياة» يتوزع الخطباء الذين تجاهلوا توجيهات الوزارة في مدن الرياضوالأحساءوالمدينةالمنورة والقصيم ومكةالمكرمة، وتركزت خطبة لإمام جامع في الرياض أمس حول الحديث عن تعامل الرسول مع المنافقين وضرورة تفسيقهم والبراء منهم، فيما تطرقت جوامع عدة في المدينة والقصيم لمواضيع سياسية واقتصادية حول التعاملات الربوية في المصارف، إضافة إلى خطباء في مكةالمكرمةوالأحساء تطرقوا إلى مواضيع تتحدث عن إيضاح المسائل الشركية ومحاربة البدع. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية وجهت أئمة وخطباء الجوامع بتناول موضوع الجريمة الإرهابية التي وقعت في قرية الدالوة في محافظة الأحساء، وأدت إلى وفاة ثمانية مواطنين وإصابة تسعة آخرين، معتبرة أن هذا العمل من الإفساد في الأرض وانتهاك لحرمة الأنفس المعصومة وإثارة للفتنة. وشددت على تناول جريمة الأحساء في خطب (الجمعة) أمس، بما يسهم في فضح أعمال ومخططات الفئة الضالة، وبيان حكم ما اقترفوه من جرائم، وتأكيد أهمية الأمن والاستقرار، ومسؤولية كل فرد في المجتمع عن ذلك، واستنكار استهداف المواطنين الآمنين ورجال الأمن، ما يعد إفساداً في الأرض وخروجاً عن طاعة ولاة الأمر، وسفك الدم الحرام في الشهر الحرام. وحاولت «الحياة» التواصل مع المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد توفيق السديري، بيد أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة، حتى تاريخ الطبع.