رُفض عرض قطر لشراء الجزء الأكبر من حي الأعمال الجديد في لندن «كناري وارف»، الذي يضم مقار المصارف الدولية لاعتباره دون قيمة الأملاك. وكان صندوق الثروة السيادي القطري «جهاز قطر للاستثمار» عرض الاستحواذ الكامل على شركة «سونغبيرد» العقارية التي تملك الجزء الأكبر من الحي الواقع شرق لندن، ويشكل امتداداً لحي المال والأعمال، مركز المالية الأوروبية. لكن «سونغبيرد» رفضت العرض الذي يقارب 2.2 بليون جنيه استرليني (2.8 بليون يورو)، إذ اعتبرت أن العرض «ليس في المستوى المطلوب». ورأى رئيس الشركة العقارية ديفيد بريتشارد، أن «هذا العرض أقل كثيراً من قيمة «سونغبيرد»، ولا يعكس القيمة الأصيلة للمؤسسة وأصولها». ويملك الصندوق القطري 28.6 في المئة من شركة «سونغبيرد»، وكان تحالف مع المجموعة العقارية الأميركية «بروكفيلد بروبرتي بارتنرز» سعياً إلى الاستحواذ على الجزء الأكبر من الأسهم التي لا يملكها في الشركة. ويبدو هذا العرض رمزياً جداً بالنسبة إلى الحي المميز بناطحات سحابه، التي ترفع لافتات الشركات المالية العالمية العملاقة، مثل «باركليز» و«سيتي غروب»، المؤشر الأكثر جلاء لهيمنة لندن على القطاع المالي الأوروبي. وطُوّر هذا الحي الذي كان يضم أرصفة على نهر «التايمز»، في ثمانينات القرن الماضي لتعويض ضيق المساحات في حي المال والأعمال، الذي كانت مبانيه في ذلك الحين متواضعة الحجم. وسبق أن استحوذت قطر في لندن على متاجر «هارودز» الفاخرة التي اشترتها من محمد الفايد، والتي يرتادها سياح كثر لدى زيارتهم العاصمة البريطانية. كما تملك مبنى «شارد» الحديث الهندسة، وهو أعلى مباني أوروبا الذي دُشن العام الماضي. كما أفادت معلومات تناقلتها الصحافة البريطانية، بأن الإمارة الصغيرة الغنية بالنفط والغاز استحوذت أيضاً على مقر مصرف «إتش أس بي سي» الواقع في حي «كناري وارف». ووسّعت قطر ممتلكاتها لتشمل شركات رمزية شهيرة، مثل سلسلة «ساينزبوري» للمتاجر الكبرى وتملّكت أيضاً جزءاً من أسهم سوق لندن للأوراق المالية.