انطلقت فعاليات نادي الرياض الأدبي لمناسبة اليوم الوطني مساء الثلثاء الماضي، بتكرّم وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان لسلطان السلطان، تقديراً لمبادرته الوطنية بإهداء مكتبته الشخصية لنادي الرياض الأدبي. جاء ذلك خلال احتفال «أدبي الرياض» باليوم الوطني من خلال تنظيم عدد من الفعاليات. وقال السلطان في الحفلة: «من دواعي سروري أن أقف اليوم وسط محفل ثقافي عريق وهو النادي الأدبي بالرياض، ويزداد سروري أن يتوافق هذا المحفل مع حلول مناسبة غالية، وهي ذكرى اليوم الوطني، وأشكر النادي ومجلس إدارته على قبولهم هذا الإهداء لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الكتب التي جمعتها على مدى سنوات طويلة من عمري». وقرأ الدكتور أحمد السالم في الحفلة، قصيدة بعنوان: «نقش الحنايا». وألقى رئيس النادي الدكتور عبدالله الحيدري كلمة حول المؤسس الملك عبدالعزيز، مستذكراً جهود أبنائه الذين تولوا الملك من بعده، ودورهم في الحفاظ على هذا الكيان وخدمة الشعب، مقدماً شكر النادي لسلطان السلطان الذي أهدى مكتبته للنادي، وللمشرف على كرسي الأدب السعودي الدكتور صالح بن معيض الغامدي، ولرئيس النادي التشكيلي صالح الخليفة. وتضمنت الفعاليات معرض إصدارات كرسي الأدب السعودي، وعددها 12 إصداراً متنوعة بين إعادة لإصدار كتب الرواد النافدة، ورسائل جامعية، وكتب مترجمة من العربية إلى اللغة الروسية، والمعرض التشكيلي الذي ضم 45 لوحة بمشاركة عدد من الفنانين والفنانات، ومرسم الأطفال. وندوة «الوطن بين الشعر والسرد» الذي نظّمها كرسي الأدب السعودي بالتعاون مع النادي الأدبي، وشارك فيها كل من الناقد الدكتور معجب العدواني، والشاعر عبدالله الصيخان، والروائية والقاصة أميمة الخميس، وأدارها الدكتور محمد القسومي عضو الفريق العلمي في كرسي الأدب السعودي. وبدأت الندوة بورقة الشاعر عبدالله الصيخان التي خصّصها للحديث عن الشاعر الراحل محمد الفهد العيسى، ووصفه بأنه نقل الخزامى والشيح من القصيدة الشعبية ليزرعها في حديقة قصيدة التفعيلة، وأنه ممن «أسهم في كتابة الأبجدية الأولى للشعر الحديث في بلادنا». وجاءت ورقة أميمة الخميس بعنوان «مدينتي.. تحدّثي كي أراك»، وفيها تحدثت عن مسقط رأسها (مدينة الرياض)، وعن تجربتها الكتابية في القصة والرواية متحدثة عن الرياض بمتغيّراتها الحضارية والاجتماعية المذهلة. وقالت: إذا عرفنا بأن الرواية واحدة من صناعات المدينة البرجوازية الحديثة فإن التحدي هو في تحويل المدينة إلى لحظة حكائية». أما الناقد الدكتور معجب العدواني فجاءت ورقته بعنوان: «ما كان شعراً وما ينبغي أن يكون سردا»، واستهلها قائلاً: «اقترنت مفردة الوطن في ثقافتنا العربية بمفردتين رئيستين هما: الأهل والحنين، لكن المفردة كانت أكثر تلازماً مع كائنين اثنين لهما حضورهما الثقافي»، مضيفا أن الوطن «غير منفصل عن الإبداع من خلال مواضيع، ولا من خلال نقدات أو اتجاهات، فهو الفضاء الذي تستلهمه تلك النصوص شعراً وسردا، وهو غير منفصل ينساب في كل حرف ويُطل من كل مفردة مكتوبة مهما كان موضوعها».