على رغم انتهاء شهر رمضان منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وامتلاء صفحات الفن في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية بأخبار مسلسلات مصرية جديدة يجسد بطولتها العديد من النجوم من كل الأجيال لتعرض خلال شهر رمضان المقبل، يعكس الواقع أن ما يحدث لا يعدو كونه «ضجيجاً» من دون «طحين»، إذ لا يزال منتجون من القطاع العام أو الخاص «محلك سر» ولم تدخل الأعمال التي أعلن عنها حيز التنفيذ انتظاراً ل «إشعار آخر». ويبدو أن القائمين على الدراما أدمنوا اللعب في «الوقت الضائع» إذ يصرون على البحث عن مشاريع ومواضيع جديدة ترضي ذائقة النجوم والنجمات، لتفصّل لهم قبل رمضان بوقت قليل جداً، علماً أن هناك مواضيع لمسلسلات أخرى حبيسة الأدراج، لا يلتفتون إليها، بدعوى «اللعب على المضمون» الذي يقدم لهم على طبق من ذهب. وها هو عادل إمام الذي كان أول من أعلن عن بطولة مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» مع مؤلفه المفضل في الأعوام العشرة الأخيرة يوسف معاطي، ومنتجه تامر مرسي، ينتظر انتهاء معاطي من كتابة الحلقات الأولى لتتضح الرؤية حول شخصيات المسلسل، على رغم وجود تسريبات مثل الاستعانة بيسرا أو ميرفت أمين لتشاركه البطولة النسائية، وحيرة بين من يتولى الإخراج بعد ارتباط نجله رامي بمسلسل «الشهرة» لعمرو دياب والذي يتردد أنه يصر على عدم البدء في التصوير، حتى يتم تعديل مقترحاته في ما يتعلق بالسيناريو الذي كتبه مدحت العدل. ولا يزال موقف يحيى الفخراني غامضاً في ما يتعلق بتقديمه مسلسل شهر رمضان المقبل، خصوصاً بعد رغبته في الابتعاد في عمله الجديد عن التراجيديا التي قدمها في آخر ثلاثة أعمال («وادي الملوك» و«الخواجة عبد القادر» و«دهشة») والبحث عن عمل كوميدي على غرار «ابن الأرندلي» بدعوى أن الجمهور في حاجة ماسة حالياً للتخفيف من أزماته وظروفه المعيشية الصعبة بعمل كوميدي. وعلى رغم الإعلان عن تقديم جزء ثانٍ من «أبو هيبة في جبل الحلال» لمحمود عبد العزيز، إلا أن مؤلف العمل ناصر عبد الرحمن كان صادقاً مع عبد العزيز وجهة الإنتاج من أنه لن يتمكن من انجاز السيناريو قبل عام على الأقل، وهو ما جعل الشركة المنتجة تبحث عن عمل جديد لعبد العزيز، ولم تستقر عليه بعد. أما محمد رمضان الذي حقق نجاحاً لافتاً في بطولته التلفزيونية الأولى «ابن حلال» فازداد موقفه غموضاً في اللحاق بسباق رمضان بعد تفاقم مشكلته مع نقابة المهن التمثيلية التي اتخذت قراراً بعدم منحه تصريحاً جديداً بالتمثيل لتعاقده مع منتجين مختلفين على تقديم مسلسلين هما «غريب أوباما» و»ولاد محروسة» في وقت واحد. وعاد كريم عبد العزيز إلى نقطة الصفر، بعدما اعتذر المؤلف أيمن سلامة عن عدم استكمال كتابة السيناريو المأخوذ عن فكرة للمخرج وائل عبد الله لاقت إعجاب كريم وتعاقد بناءً عليها، ويجري البحث عن مؤلف آخر يكتب السيناريو من جديد. وبعدما تراجعت أسهم غادة عبد الرازق التي لم يحقق مسلسلها «السيدة الأولى» النجاح المأمول، واستبعاد فكرة تقديها شخصية شجرة الدر في المسلسل الذي كتبه يسري الجندي، نصحها بعضهم بالعودة الى التعاون مع أيمن سلامة الذي حققت معه نجاحاً كبيراً في مسلسلي «حكاية حياة» و»مع سبق الإصرار»، لكنها لم تصل إلى فكرة تقنعها بعد. وعلى رغم إعلان المنتج جمال العدل عن تعاقده مع يسرا على تقديم مسلسل جديد تعود من خلاله إلى شركته، خصوصاً أن الجزء الثاني من مسلسلها «سرايا عابدين» لن تزيد حلقاته على 13 حلقة وسيعرض بعيداً من رمضان، إلا أنه لا يزال في مرحلة البحث عن مسلسل بمواصفات ترضي يسرا ويقدمها في قالب جديد. وجاء إعلان إلهام شاهين عن عدم تجسيدها بطولة مسلسل «اضطراب عاطفي» لتركيزها على فيلمها الجديد «يوم للستات» بمثابة خروج آمن من سباق رمضان للعام الثاني على التوالي. وعلى رغم أن أحمد السقا استقر من العام الماضي على مسلسل «ذهاب وعودة» من تأليف عصام يوسف وإخراج أحمد شفيق الذي قدم معه «خطوط حمراء» إلا أن المسلسل يخضع لتعديلات كثيرة، كما واجه مشكلة في رفض أكثر من فنانة تجسيد البطولة النسائية وأخيرتهن غادة عادل. ولا يزال مؤلفو مسلسلات نيللي كريم ومصطفى شعبان ومي عز الدين ويوسف الشريف وأمير كرارة وعمرو سعد يكتبون الحلقات الأولى من أعمالهم التي يزيد الواحد منها على 30 حلقة، على أمل البدء في تصويرها مطلع شباط (فبراير) المقبل، أي قبل رمضان بأربعة أشهر فقط.